أمنيات.. وتحديات
يشتد صراع الأمنيات، وتحتدم المنافسة بين فرق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، التي يتابعها الجمهور السعودي والخليجي بشغف، وتباين ومخاوف وتطلعات، وهم - على كل حال - يتابعون هذه “التنافسية” الجميلة المزهوة بالآمال والرغبات والأحلام، فهذا الدوري السعودي الاحترافي “المتطور” فنًا وإثارةً، أضحى بالفعل أشبه “بمنازلة” كروية متعددة الأطراف والمراحل والنوايا، وشديدة الازدحام والتغيرات في كلا الاتجاهين، صعودًا وهبوطًا، وهو وضع لم يكن ضمن طبيعة مسابقة الدورى السعودي في سابق الأعوام.
دورينا السعودي زاخر بالأداء الإيجابي الماتع القوي، ومكتظ بالتحديات والجماهير المتطلعة، والباحثة عن مراكز متقدمة. ولا ريب أن معظم لاعبي الدوري السعودي يطمحون إلى تحقيق البطولة والنجومية، خاصة عناصر الفرق القوية كالهلال بقيادة “الفرج” وتوهج “الدوسري”، والشباب وضمك والاتحاد والأهلي والنصر، في حين أن بقية الفرق “تتوق” إلى الهروب من المراكز المتأخرة، بعيدًا عن مخاوف الهبوط المحبطة، والمكلفة ماليًا وفنيًا وجماهيريًا، والاكتفاء بمراكز وسطية دافئة ومطمئنة. كما أن فريقًا مثل فارس الجنوب “ضمك”، الطامح إلى تحقيق لقب الدوري السعودي للمحترفين لأول مرة في تاريخه وتاريخ المنطقة الجنوبية، بقيادة القدير “صالح أبو نخاع”، ومتشبثًا بالقمة. وينشط الشباب القادم بقوة عبر حنكة “بانيقا” وتألق “إيجالو” وزملائهما، والاتحاد بقيادة الأحمدي، الطامحين بصدارة الدوري، عقب سنوات من الابتعاد عن تحقيق هذه البطولة الأقوى عربيًا، بينما يحاول النصر والأهلي تجاوز ظروفهما، والعودة الجادة للمنافسة على قمة الدوري، والفوز بها إن أسعفتهما الأفعال لا الأقوال! ولعبا بطريقة واقعية، تتيح لهما التقدم نحو البطولة المأمولة. وتحرص بقية الفرق على الابتعاد عن المراكز المتأخرة، والهروب من مخاطر الهبوط، خاصة الفرق المتواجدة في المراكز الأربعة المتدنية. ولا شك أن فرق الدوري السعودي في معظمها لم تتأثر كثيرًا بالنواحي الاقتصادية والسلبية لجائحة كورونا والإجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخذتها الدولة، وأنفقت هذه الأندية أموالًا طائلة للحصول على خدمات لاعبين مميزين، خاصة على المستوى الخارجي من أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، وهو ما يدعم احتمالية اندلاع عراك كروي مرير للحصول على اللقب السعودي “الأفخم”، الذي توج به الهلال في الموسم المنصرم، خاصة أن بعض الفرق أحدثت تغييرات جوهرية على تكوينها من اللاعبين المحترفين والأجانب، من ذوي القدرات الجيدة، والعناصر المحلية، وأسهم الزخم الذي أحدثته تفاعلات وحضور الجماهير السعودية، أسهم في رفع وتيرة الأداء، والارتقاء بمعدلات الإثارة في ممارسات الفرق المتنافسة. وهو تطور جيد ومبشر، سينعكس إيجابًا على أداء منتخباتنا الوطنية.