2021-12-10 | 20:36 أخيرة

لكل مرحلة مدرب

صالح المطلق
مشاركة الخبر      

لدى بعض الجماهير قناعة تامة بأن لكل مرحلة مدرب خاص يتوافق مع درجة الطموح ومع متطلبات الوضع الحالي، وما يحدث من مستجدات ومن متغيرات تحيط بالنادي، فتفرض التغيير وتستدعي البحث عن مدرب يملك كل المقومات الأساسية والمهمة لصفات القائد الجيد، والمثال المقنع لتصحيح الأوضاع ورسم الخطط والعمل على التطبيق، والحقيقة أن هذه القناعة صحيحة وذات تأثير كبير، خاصة إذا كانت عبر رؤية واضحة وتخطيط مدروس وذكي وسليم لا يعتمد على النتائج السريعة، أو على محاولة تحقيق البطولات فقط، وإنما يرتبط وبشكل مباشر مع عملية البناء المتكامل، الذي يشمل كل المراحل السنية بالنادي، ويعمل وفق تنظيم وقاعدة صلبة من الركائز الثابتة للتنافس الشريف والمعنى الحقيقي للاحتراف واحترام تاريخ وتقاليد النادي بالشكل الذي يجعل من اللاعب نموذجًا متكاملًا لتحمل المسؤولية وتطوير الذات، وتحقيق النجاح في جميع المراحل وعلى كافة المستويات الفنية والسلوكية، وهكذا يتضح أن التعامل مع مفهوم مدرب المرحلة مسألة مهمة وحساسة ولا يجب أن تتوقف أو تختصر على المكاسب الوقتية كما يحدث في أغلب أندية الدوري.
يعكس المظهر العام لدى بعض المدربين وطريقة التعامل مع وسائل الإعلام مدى ما يتمتعون به من ثقة ومن أبعاد شخصية تؤكد على معنى القيادة والصفات المطلوبة لمن أراد أن يكون شخصًا مؤثرًا وفعالًا مع من حوله من نجوم وجمهور وأجهزة فنية وإدارية، والمتابع للنجاحات التي تحققت لأغلب أساطير التدريب في كل أنحاء العالم يجد أن العامل المشترك بين هذه الشخصيات هو وجود أهم وأكثر الصفات القيادية، وهي العدل والصرامة والقرب من جميع اللاعبين دون استثناء أو اختلاف، كما يجب أن يكون هناك التزام بالزي الرسمي أثناء المباريات والظهور بهيئة وشكل متزن يبعث الهيبة، ويساعد على التوجيه بطريقة فعالة ومؤثرة، لبث الحماس بين اللاعبين وتشجيعهم على استمرار التألق والنجومية ومحاولة تحقيق كل الأهداف.
وعلى خلاف ذلك ومن غير المعقول أن ننتظر من مدرب لا يتقيد بالشكل المثالي، ولا يعرف معنى للتطوير أن يفرض احترامه على الفريق أو أن يصل لمرحلة القائد العادل، وهذا النوع من المدربين لا يمكن أن نطلق عليه مدرب المرحلة المثالي والمطلوب، وعلى ذلك يجب على كل الإدارات والمسؤولين في الأندية الاهتمام بهذا الجانب المهم والحاسم في مسيرة الفريق والنادي.