عزيزي ماجد
هل تسمعني؟
لا تزال “فوبيا” الخوف من المجهول تحاصر الأغلبية من جماهير الأهلي بسبب تردي النتائج، وتراجع الترتيب، وعدم وجود صورة واضحة حيال ما سيحدث من تغييرات في “الشتوية”.
الفوز الأخير في كأس الملك أمام الفيصلي، والتأهل إلى دور الثمانية، لم يكن أكثر من مسكِّن لتهدئة الأوضاع داخل النادي الكبير، الذي يعيش مرحلةً صعبةً في تاريخه مع إدارتين متتاليتين، جرَّب فيها جمهوره كل مراحل الإحباط والخوف والقلق من محطة لم يصل إليها طوال تاريخه الثمانيني.
عندما تسأل أي محبٍّ: ماذا يحتاج الفريق في “الشتوية” المقبلة من تغييرات؟ لن يحتاج هذا المحب إلى أن يقطّب حاجبيه، ويمطّ شفتيه، ويفرك يديه حتى يرد، لأن الإجابة جاهزة، وأصغر عاشق سينطق بها دون تردد، وهي تغيير ثلاثي أجنبي، وكفُّ يد مَن أحضروا نداو وباولينيو والنقاز عن اختيارات الفترة الشتوية، لأن الجمهور لن يتحمَّل كوارث صفقات الصيف والشتاء معًا.
تركيبة الأهلي الحالية بلاعبيه المحليين تحتاج إلى عناصر أجنبية تصنع الفارق، كما فعلت بقية الأندية الـ 15 في الدوري، لأن الأهلي هو الفريق الوحيد بين فرق الدوري الذي ليس لديه لاعب أجنبي مؤثر، وهذا خطأ يتحمَّله مَن فكَّر وقرَّر أن يكون بطل التعاقدات، بمساعدة مَن ثبت فشلهم سابقًا في هذه المهمة، إذ لم يقدموا حتى الآن ما يشفع لهم بأن يتولوا المهمة في ناد كبير، فالتعاقد مع باولينيو كان كارثةً فنيةً بسبب انقطاع اللاعب عن اللعب أكثر من ثمانية أشهر، وأكمل عليها بالتعاقد مع النقاز العاطل، وقبلها مع نداو الذي لا يملك أي مؤهل فني يجعله يرتدي القميص الأساسي للفريق. كل هذه أسباب مقنعة، تجعل المشجع الأهلاوي يضع يده على قلبه خوفًا من مغامرة فاشلة، يقودها أيضًا في “الشتوية” المقبلة، إن سُمِحَ للفريق بالتسجيل، لأنه بعناصره الحالية غير مؤهَّل حتى للبقاء في دوري المحترفين إذا لم يتدارك ماجد النفيعي الوضع، ويتحمَّل مسؤوليته بوصفه رئيسًا لناد كبير، ويبدأ مرحلة التصحيح بعيدًا عن “الصحوبية”، فالوضع لم يعد يحتمل مزيدًا من الصفقات الفاشلة والنظريات الفنية الغريبة التي جعلت الفريق في هذا الوضع النتائجي المتردي، وقد يصل معه إلى آخر قائمة الترتيب في الدوري.
لذا أحذِّر وأكرِّر التحذير: الوضع صعب، والمقبل أصعب إن لم يتغيَّر جلد الفريق فنيًّا في الفترة الشتوية، ويتغيَّر قبلها مَن يصنع وينفذ ويتخذ قرار التعاقدات في الفريق.