2022-01-22 | 20:33 مقالات

والأراضي الخضراء!

مشاركة الخبر      

تحدثت في مقالتي السابقة عن فكرة وجود مشروع يتفادى فيه ملاّك الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني من الرسوم السنوية، وذلك عن طريق موافقتهم بقيام رواد الأعمال في المشاريع الرياضية والاجتماعية والترفيهية، أو الجهات التطوعية، باستخدام أراضيهم لخمس أو 7 أو 10 أو 15 سنة وأكثر (بناءً على ما يعتقدون أن الأرض ستكون شاغرة خلالها)، وهنا يستفيد مالك الأرض ومالك المشروع المفترض، بل وتحقق وزارة الإسكان (والوزارات الأخرى ذات العلاقة مثل وزارات الرياضة والتجارة والثقافة وهيئة الترفيه وغيرها) أهدافها.
وهذا لن يتحقق إلا بوجود اتفاقية ثلاثية بين وزارة الإسكان وملاك الأراضي البيضاء ووزارة التجارة ورواد الأعمال وغيرها من جهات ذات علاقة.
وبنفس السياق، ولتوفير الملاعب الرياضية للنشء والكبار لممارسة الرياضة، يمكن لوزارة الإسكان والشؤون البلدية من تسويق حدائقها الخضراء للجهات التجارية الكبرى، بحيث يتم تسمية الحديقة على الاسم التجاري للجهة التجارية الراعية، مقابل أن تقوم هذه الجهة بإنشاء المنشأة الرياضية (على الجزء المخصص لها في الحديقة) وتحمّل تكاليف صيانتها وميزانيات مكافآت المدربين الذين سيشرفون على البرامج الرياضية في هذه الملاعب (وهم غالبًا معلمو تربية بدنية، غالبًا بحاجة دخل إضافي) لفترة ما بعد الظهيرة حتى 8م مثلًا! وبذلك، يكون هناك توفير للملاعب الرياضية الجيدة، قريبًا من مساكن مرتاديها، وبإشراف أشخاص “مسؤولين”. والفائدة لكل الأطراف المذكورة.
وأعتقد (بلا جزم) بأن بعض الوزارات التي تمتلك ملايين الأمتار من الأراضي البيضاء، (ومنها وزارة الرياضة)، يمكنها الآن تأجير أراضيها لرواد الأعمال بل ولرجال الأعمال الكبار، لاستخدامها للمشاريع الرياضية والاجتماعية والثقافية والترفيهية، بمقابل مادي معقول، يُمكّن المستثمر من الاستفادة من الأرض لمشروع ناجح، يمكنه من خلاله تحقيق نجاح يضفي بظلاله على جميع ذوي العلاقة.
يجب أن نضع كل المبادرات الممكنة على الطاولة ونناقشها بكل جدية، إذا ما أردنا أن نؤسس لبُنى تحتية تستوعب الأعداد المستهدفة لممارسي الرياضة من الجنسين ولكل الأعمار. يجب أن نعلم بأن تسويق الاتحادات الرياضية والدعوة لممارسة الرياضة لا تكفي لزيادة عدد الممارسين، إذا لم يكن هناك منشآت أو ملاعب وأراضٍ تستوعبهم.
أتمنى من القلب أن أشاهد خطوات شجاعة وفعلية لاتخاذ مثل هذه القرارات، ليس لتقليل الأراضي الرملية داخل مدننا، ولكن لنزيد ممارسي الرياضة زيادة فعلية على أرض الواقع.