غطاء الوجه التراثي ينفد من أسواق الرياض يوم التأسيس
يعيد إحياء البرقع
جسَّد الإقبال على شراء البرقع من أسواق الرياض الشعبية، نزوع أبناء المنطقة الوسطى إلى إحياء موروثهم، بالتزامن مع احتفال بلادهم بذكرى يوم تأسيسها.
ورصدت “الرياضية” عبر تنقلها أمس، بين أسواق طيبة والنسيم والمعيقلية، في العاصمة، حركة ملحوظة لمبيعات البرقع الذي شكّل جزءًا من لباس نساء الوسطى منذ نشأة الدولة السعودية عام 1727, قبل تقلص استخدامه تدريجيًا.
ووصفت “أم محمد”، إحدى بائعات سوق طيبة، الواقع في حي الملك فهد، الطلب على البرقع، بغير المسبوق، مشيرة إلى نفاد الكمية التي كانت تعرضها على بسطتها الصغيرة.
وحول ما تردَّد عن ارتفاع سعر البرقع بسبب كثرة الطلب، أشارت إلى تراوح قيمته على بسطتها بين 15 و20 ريالًا.
وبعكس المعتاد، اجتذب البرقع شرائح عمرية مختلفة حسبما أوضحت “أم عبد الله”، صاحبة بسطة في سوق المعيقلية.
وقالت: “عادةً ترتدي البرقع النساء اللاتي تزيد أعمارهن على 50 عامًا، لكن منذ إقرار تاريخ يوم التأسيس، استقبلت زبونات له من شرائح عمرية متفاوتة”.
ولجأت “أم نوَّاف”، التي تفترش إحدى مناطق سوق النسيم، إلى زيادة معروضها من البراقع حتى تواكب الطلب عليها.
وتعرض بسطتها أغطية رأس وملبوسات تراثية أخرى مرتبطة بالمناسبة التاريخية.
ويُعرَّف البرقع بقطعة مصنوعة من قماش سميك تضعها المرأة على وجهها، كي تغطي أهم معالمه، أثناء سيرها في الطرق.
أزياء النساء.. 5 قطع بارزة
اشتهرت ملبوسات نسائية تقليدية في الدولة السعودية قديمًا، منذ تأسيسها قبل نحو 3 قرون، واختلفت أشكالها ومسمياتها في كل منطقة عن الأخرى.
وفي المنطقة الوسطى، ذاع رداء “المخنّق” الذي أخذ قماشه من الحرير، سواء التل أو الشيفون، وكان مطرزًا بطول جانبيه، ما عدا الفتحة التي تطوق الرقبة.
وفي المنطقة الشرقية، ارتبطت النساء بـ “البطّولة” وهو عبارة عن غطاء للوجه يصبغ بالنيلة السوداء، وكان مخصصًا بصورة أكبر للنساء البالغات، ويشبه البرقع نسبيًا.
واتخذ الثوب النسائي التقليدي في الغربية، اسم “المسدح”، وهو رداء فضفاض واسع، يتكون من خمسة قطع، توصل ببعضها عند ارتدائه ليتخذ صورته النهائية.
وبرزت في المنطقة الجنوبية، “الشيلة”، وهي قطعة قماشية سوداء اللون مزيَّنة من الحواف أو الجوانب، بخيوط ملونة، واحتاجت المرأة إلى تثبيتها بعصابة حمراء أو صفراء أغلب الوقت.
وفي الشمال، وضعت النساء على رأسهن “المقرونة “، وهي منديل كبير أسود اللون، يُطوى على شكل مثلث، قبل لفه على الرأس.
العقال.. 3 أنواع تواكب التطور
شكّل العقال أحد صور تطوُّر المجتمع السعودي منذ تأسيس بلاده قبل أكثر من ثلاثة قرون.
وحلّ العقال مكان عصابة الرأس، التي كانت تُصنع من القطن، ويربطها الرجل حول رأسه.
وظهرت 3 أنواع منه، أولها “عقال الشطفة”، الذي امتاز بشكله خماسي الأضلاع، وحيك من الصوف الأسود الناعم، وزُيِّن بـ “خيوط زري” ذات عقد كبيرة نسبيًا.
والثاني عقال “المقصب” رباعي الأضلاع، وهو مشابه للشطفة، لكن بعقد صغيرة بعض الشيء، فيما يتمتع بعصائب أطول من الأول.
وثالثهم “العقال الأسود” الذي يُصنع غالبًا من صوف الماعز، ويُبطَّن بالقطن الأبيض من الداخل، وتَربط “رمانات” أجزاءه من النهاية، ويُعرف بشكله الدائري.