2022-02-25 | 23:15 مقالات

(صح عليك يا مسلّي)

مشاركة الخبر      

أحتفظ بعلاقة ود ومحبة امتدت لسنوات طويلة مع الزميل السابق ورئيس نادي النصر الحالي مسلي آل معمر، ومن خلال سنوات الزمالة الطويلة أعلم أنه رجل على خلق قويم وصاحب عقلية مميزة، ولأنه صاحب شخصية (توافقية) توقعت عدم نجاحه منذ أول يوم استلم فيه رئاسة النادي، ليقيني بأن شخصيته وأفكاره لا تتناسب مع الساحة الرياضية ولا مع النسق الثقافي الأصفر الذي لا يعترف مسلي ولا يتوافق مع جل تفاصيله خصوصًا في نظام (العدو الوهمي).
الرئيس الأصفر رجل عملي يؤمن بأن النتائج المميزة تأتي بعد عمل شاق وأفكار نيّرة، وأن هذه المعطيات تحتاج لوقت ربما تطول أو تقصر، شريطة أن يكون الجميع على قلب رجل واحد وعلى اتفاق تام في الخطوات والتدابير وحتى الأفكار، وأن المجموعة هي مصدر النجاح وليس الأفراد والجزئية الأخيرة تتنافى مع ساحة صفراء.
كما أنها تؤمن بالعدو الوهمي، فهي تؤمن بذات المقدار وعكس الاتجاه بـ (البطل القومي) الذي يستطيع أن يجعل (من الفسيخ شربات)، والمصيبة الأعظم أن جلّ ساكني هذه الساحة يرى في نفسه أنه ذاك البطل، ويتجلّى ذلك بوضوح في (المساحات) خصوصًا المظلمة منها عند الأزمات والمشاكل وسوء النتائج.
عندما اعتلى مسلي صهوة الكرسي الأصفر حمّل نفسه حملاً ثقيلاً أعلم أنه مؤهل له بدرجة كبيرة، لكن بشرطين إما أن يكون هو الداعم والرئيس وصاحب الرؤى وطريقة تنفيذها والأسماء القادرة على التنفيذ من اختياره وتحت إشرافه أو أن يترك لتنفيذ مهمة القيادة دون تدخلات في عمله من الآخرين.
كما أن الليل والنهار لا يمكن أن يلتقيا فإن أفكار مسلّي والواقع النصراوي المتجذر منذ سنوات طويلة لا يلتقيان أبدًا.
لذا وعندما جاءت الخسارة الموجعة من الهلال وأصبح الموسم النصراوي صفريًا، رغم أنهم خططوا لكل صغيرة وكبيرة حتى في طريقة الفرح وحراسة الدائرة من الركزة أدرك أنهم لن يلتفتوا للمنطق فذهب بهم إلى العدو الوهمي الذي يحاربه هو ويؤمنون هم به حتى فيما بينهم.

الهاء الرابعة
أَلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُني وَلَيلى
‏كَفاكَ بِذاكَ فيهِ لَنا تَداني
‏تَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُ
‏وَيَعلوها النَهارُ كَما عَلاني