2022-02-26 | 00:27 الكرة السعودية

جمال الأخطاء

صالح المطلق
مشاركة الخبر      

“الأخطاء التحكيمية جزءٌ من جمال اللعبة”، ولا شك أن الذي قال هذه العبارة لا يقصد أن للأخطاء جمالًا، أو حتى قبولًا، فمَن غير المنطقي أن يُوجد الجمال في منطقة سلب الحقوق وضياع المال، وخسارة الوقت والتفكير والإعداد لموسم فيه كثيرٌ من المتاعب، والتنافس، والترقب، والمسؤولية، وانتظار الجماهير للنتائج، ومشاهدة أجمل أداء وأفضل عرض ومستوى فني، خاصةً مع وجود هذا العدد الكبير من المحترفين الأجانب، والمدربين، والمدارس الكروية حول العالم.
بكل تأكيد أن المقصود بالعبارة، هو العمل البشري، الذي لا يخلو، أو يتوقف عن الخطأ مهما حدث من تأهيل، أو إعداد، أو مساعدة من وسائل التقنية الحديثة، إلى جانب زيادة عدد الحكام داخل الملعب وخارجه، والثابت أن قناعة جماهير كرة القدم بهذه العبارة توقفت وتغيَّرت بعد أن جاء جمال آخر وأكثر تعقيدًا، وهو تكرار الأخطاء بكثرة.
مثلما نطالب، وندعو الجميع باحترام حكام المباريات، والتعاون معهم، نتمنى أيضًا أن يصل كل الحكام إلى مرحلة إقناع الجميع عبر إدارة جيدة للمباريات، واتصال سريع وعادل مع حكم تقنية الفيديو، وهذا لن يتحقق إلا بمضاعفة الجهد، والتوقف الكامل عن فلسفة الأخطاء الواضحة وشرحها بشكل يثير المتضرِّر، فيفقد الثقة بهم، ويرفض أي تبرير.
وعلى الرغم من اتفاق الجميع على تراجع مستوى التحكيم، وكثرة المعارضين، إلا أن الفرصة ما زالت موجودة لظهور أكثر من حكم متمكِّن، يستطيع تغيير الآراء، وإثبات أن الحكم المحلي صاحب قرار عادل، والأكثر تأثيرًا في منظومة لعبة كرة القدم والدوري، ولن يكون ذلك إلا إذا اهتمَّ الحكام ببناء شخصيتهم، وانتهجوا التثقيف، والإعداد الذاتي والخاص، وتقيَّدوا بالدورات والبرامج الرسمية المتخصِّصة.
مسألة الوصول إلى النجومية والنجاح المستمر تحتاج إلى دافع صلب وقوي وغير قابل للانكسار، وهذا لن يحدث إلا بالرغبة الحقيقية في إثبات الوجود، وتطوير كل العناصر التي تساعد على إدارة الملعب.