قاعد
على قلبكم
الجميع يعلم أن الأندية مؤسسات حكومية، تأسَّست من أجل المواطنين، منهم وإليهم، وهي ملكية معلنة من خلال الرعاية، والصرف، وحتى المنشآت. هذا كله بخلاف المرجعية، وقوانينها، واشتراطاتها.
الأندية ملكٌ للدولة، من أجل شبابها وشاباتها، ليمارسوا فيها كافة الأنشطة والرياضات، ويحضروا الفعاليات الثقافية، وهذا الأمر يعيدنا إلى بداية التسميات، التي كانت تعلَّق على لوحات الأندية “رياضية ثقافية”.
ما سبق إنما مدخلٌ إلى أن هذه الأندية ليست ملكًا لأحد، وأن مَن يعمل فيها لا يتجاوز كونه موظفًا مؤتمنًا على هذه المؤسسة، لذا هو مسؤول عن كل ما يقوله ويفعله، ومحاسب أيضًا.
في أنديتنا خرجنا، وطيلة عقود، بنماذج من الرؤساء، بل ومن العاملين أيضًا، كانوا مثالًا للأمانة والرزانة والدراية بما أوكل إليهم من مهام، في المقابل كانت هناك نماذج أخرى أقرب ما تكون إلى الحراج منها إلى الأندية الحكومية المحترمة.
عاصرنا رؤساء وعاملين نخبويين، محاضرين، ودكاترة، ومثقفين، كما ابتلينا في وسطنا الرياضي بآخرين فقراء في الأدب والأخلاق، خاصةً في تعاطيهم مع الأندية والجماهير، وتمكين الجريمة والقرار المرير.
ولعل مخيلة القارئ تستعرض هذه النماذج، وهو يتنقَّل بين سطور المقال، دون أن أشير إليها، منهم مَن يتعاطى مع ناديه على أنه ملكية “وحلال”، وآخرون يحتكرونه على أنه استراحة ولقاء الشلة والعيال.
“قاعد على قلوبكم” عبارة متداولة في مواقع العمل في رياضتنا، وتوحي لمَن يسمعها بأن مَن يتصدر مشهد العمل الإداري في الأندية لا يعي أن النادي ملكٌ للدولة، بل إرثٌ خاص به، أو خيمة و”خرجة مقناص”.
احترام الجماهير، هو احترامٌ ضمني للأندية، بل وللوطن أيضًا، ولمَن وهبه الثقة، وعليه فإن تعامل رؤساء الأندية وكل العاملين فيها إن لم يكن مؤدبًا وبعيدًا عن الاستفزاز، فإن صاحبه يقذف الأحجار وبيته من زجاج!
“قاعد على قلوبكم” عبارة تجاوزت الشك إلى اليقين، وإلا ما كانت لتُكرَّر في مواقع التواصل بين الفترة والأخرى، وهي تحدٍّ أخرق للجماهير، لا يُقدم عليه عاقل، والأيام كفيلة بالأحداث، مَن يبقى، ومَن يكون مصيره الاجتثاث.
فواتير
ـ الاتحاديون يسيرون وفق نظام “خذوهم بالصوت”، فهم الأكثر استفادةً من الـ “فار”، ويصورون أن التحكيم جلب لناديهم الدمار.
ـ حينما يفوق ما وهبك الـ “فار” ما أخذه منك، فأنت معه على وفاق، وعليك أن تتذكر حينما تتضرَّر أن غيرك أيضًا تضرَّر.