2022-03-18 | 23:16 مقالات

(لماذا نحن سيئون؟)

مشاركة الخبر      

ساحتنا الرياضية غريبة الطباع وسكّانها من مختلف الميول ومن مختلف المواقع أصحاب فكر غريب.
نحن نتفق على أن حكام مباريات الكرة المحلية هم الأسوأ سواء كانوا محليين أو أجانب، وبغض النظر هل هم من حكام النخبة على مستوى العالم أو أقل قليلًا، وقد ساهم (محللو التحكيم) دورًا حيويًا كبيرًا في تشتيت الساحة وغرابة تفكير أهلها فهم يختلفون في الحكم على القرارات بعد أن يراجعوها لمرات عديدة ومن زوايا مختلفة، وهم أيضًا كانوا يرتكبون مجازر تحكيمية وأخطاء ساذجة وبعضهم لا يمكن أن يصنّف على أنه حكم كرة قدم سوي، ومع ذلك يتم تقديمهم للساحة على أنهم (خبراء).
الكل في ساحتنا ينشد (العدالة) ويطالب بها ولكنه أول الرافضين لها عندما تكون واقعة على فريقه.
في ساحتنا العدل كل العدل ولا غيره عدل، وعدالة أن يفوز فريقك المفضل وإن كان في المباراة أخطاء (لا توجد مباراة في تاريخ كرة القدم لا يوجد فيها أخطاء) لكننا نختلف في تقييمها فهي إن كانت لنا فهي طبيعية وإن كانت علينا فهي (مؤثرة) بل وهي سبب الخسارة.
لكم أن تتخيّلوا أن فريقا خاض مباراتين هامتين لكنه ظهر ضعيفًا هشًّا ولم يجد خصماه صعوبة في الفوز عليه وبكل سهولة ومع ذلك يخرج كل من ينتمي له وينسب الخسارة لأخطاء الحكم سواء كانت مؤثرة أو غير مؤثرة.
الغريب أن في ساحتنا تخزّن هذه الأخطاء في الذاكرة لسنوات طويلة، وأعني بالأخطاء التي تكون لصالح المنافسين ويتم الاستشهاد بها للتقليل والتشويه، في مقابل أن الآخرين يحتفظون بأخطاء مماثلة قد تكون أكثر تأثيرًا وتستمر حملات التشويه وتصبح ساحتنا (سيئة) بفعلنا الذي كرسناه ورسخناه وتبارينا بكل ما نستطيع لإثبات سوئنا.
في مباريات عديدة تكون الإثارة والتشويق حاضرة بأبهى حلّة كـ (ديربي جدة) الأخيرة ولكن بعد نهاية المباراة وبدلًا من الاستمتاع بجمال اللقاء المثير توّلدت مباريات تشويه في المحابر والمنابر ووسائل التواصل حتى نسينا الجمال ووقعنا في وحل التشويه وما الاستشهادات السابقة إلا من باب المثال الذي يوضح المقال.

الهاء الرابعة
أختارُ لي لغـةً تنامُ على يــدي
‏وأخاطبُ الكلماتِ دون تحيـَّـةِ
‏وأضيء ما بين الحروف وصوتهـا
‏اسـماً تُناديـني بـهِ جنِّيــَّتي
‏وأنا.. أقصُّ ضفائرَ الكلماتِ كَيْ
‏لا ترتدي صُوفَ الدقائق عُزلتي