«بسطاء.. غامضون»!!
عَرِفَتْ معظم أنديتنا “أنماطًا” مختلفة من العاملين في مجالات متعددة، وقد تتغيَّر مسألة وطبيعة وجودهم وخدماتهم التي يقدمونها في ظروف مستجدة.
ضمن هذه الفئة التي أحيطت بالغموض، كان هناك العاملون في الشؤون الداخلية للأندية، وما زال “رجل الملابس”، “مهمًّا.. وموجودًا بالأندية”، وعادةً ما يكون هذا “الشخص” على قدر من “الذكاء والتصرف”، “وحسن التعامل” مع اللاعبين والإداريين والمدربين والمشجعين من مختلف التوجهات والصفات والأهداف والتعليم، ومهام أخرى متعددة.
“عاصرنا” بعضًا من هؤلاء “البسطاء” “الغامضين” عندما كنت لاعبًا، وإداريًّا، ورئيسًا في نادي الهلال البحري، ثم النادي الأهلي والمنتخب، وكان هؤلاء “الهادئون” يمتلكون “براعة” خاصة، في الغالب، في التعامل مع اللاعبين والإداريين والمدربين والجماهير، وعادةً ما يكون أحدهم “إنسانًا بسيطًا”، محدود الثقافة، “واسع الحيلة”، “متعدد الصلات”، يحاول “إصلاح” ذات بين اللاعبين، ويختار نمط الملابس التي يرتديها الفريق في كل مباراة، ويعرضها على الرئيس أولًا، ثم يوزعها على اللاعبين، وهو عين الإداري والرئيس والصحافة والجمهور، والمستمع “الصامت” لما يدور بالكواليس قبل التدريبات والمباريات.
يحاول هؤلاء أن يكونوا في صف اللاعبين قدر الامكان، أو يسدون النصح، ويقدمون لهم خدمات بسيطة، وشيئًا من الشعوذة “الدنبوشي”، والحكايا “والتجسس”، ويبرر ذلك بخدمة مصلحة الفريق.
بعضهم استمروا عقودًا في أداء “مهامهم” العجيبة، وعاصروا أعدادًا من الرؤساء واللاعبين والمدربين والإداريين، وكانوا غالبًا ما يبدون “أنقياء”، و”يعشقون الكيان، ويضحون لأجله! غير أنهم في الواقع يقدمون خدمات خارج إطار وظائفهم الحقيقية، وكان بعضهم “معولًا سلبيًّا” خفيًا، يثير الشائعات، وينشر الخلافات بطرق ملتوية.
بعض هؤلاء كان وما زال “مصدرًا” “للأخبار” والشائعات والخلافات داخل الفريق، وعادة ما يكونون على “علاقة قوية” مع بعض “المراسلين الصحفيين”، وينقلون لهم ما يدور بالخفاء، أو لبعض الداعمين الأساسيين من أنصار ومحبي النادي، ولم يكد يخلو ناد رياضي من أصحاب هذه “المواهب الخفية” المتعددة، والأخبار المشوهة، أو المحرَّفة، ويختار بعناية بعض اللاعبين “المتنفذين” في الفريق، ويحاول أن يكون قريبًا منهم باستمرار.
بعض هؤلاء تحولوا مع مرور الزمن إلى “عوامل رصد وإشاعة”، ونقل مشوّه لما يحدث، أو إفشاء بعض “الأحداث” والخلافات والصراعات داخل الفريق الواحد، ونادرًا ما يفطن المسؤولون في الأندية إلى المخاطر الكبيرة التي تحيط بهذه السلوكيات والتصرفات المزعجة!