«رأفت الهجان»..
رمضان يكشف الملفات السرية
أخرجت شاشة شهر رمضان من عام 1408هـ أحد الملفات السرية للمخابرات المصرية إلى العلن، عبر مسلسل “رأفت الهجان” الذي حقق نجاحًا مدويًا على الصعيد العربي.
وقدم المسلسل، الذي كتبه وأخرجه الراحلان صالح مرسي ويحيى العلمي، تجسيدًا دراميًا، بوليسيًا مثيرًا، لقصة رفعت الجمال، المصري الذي عمِل مع جهاز المخابرات في بلده بدءً من خمسينيات القرن الماضي، مرورًا بنكسة 67 وحرب 73.
وأحاط الموسيقار الراحل عمار الشريعي العملَ بشاراتٍ وموسيقى تصويرية لا تزال عالقة في الأذهان.
وعلى وقع نجاح الجزء الأول، أنتج اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري جزءين ثانٍ وثالثٍ، أذيعا في رمضان من عامي 1410 و1411هـ.
ورغم انتمائه إلى أعمال الجاسوسية، اشتمل المسلسل بأجزائه على تفاصيل إنسانية وعاطفية.
وكان مفترضًا أن يجسد عادل إمام دور البطل، لكنه رفضه، معترضًا على بعض التفاصيل الفنية، لذا اختار صناع المسلسل الراحل محمود عبد العزيز بدلًا منه.
ويلفت طارق الشناوي، الناقد الفني، إلى عرض قطاع الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتلفزيون دور البطولة على إمام بعد نجاحه في بطولة مسلسل “دموع في عيون وقحة”، المنتمي إلى فئة الأعمال ذاتها، لكن القطاع رفض ملاحظات إمام وتعديلاته المقترحة، وأسند دوره إلى عبد العزيز الذي أداه بإتقان ونجح فيه.
ويتذكر محمد محمود عبد العزيز، نجل الممثل الراحل، أن والده اندمج للغاية مع العمل، خاصةً مشهد رقصه، تظاهرًا بالسعادة، بعد تلقيه نبأ النكسة. ويشير محمد، وهو ممثل ومنتج، إلى اضطرار المخرج لفك كاميرا التصوير واستخدامها محمولةً على اليد لمواكبة الرقصة، وهو ما لم يكن شائعًا حينها في تصوير الأعمال الفنية بسبب ضخامة الكاميرات القديمة.
وشاركت في بطولة العمل كتيبة من نجوم الفن المصريين، مثل الراحلين محمد وفيق، ويوسف شعبان، ونبيل الحلفاوي، ويسرا، والراحلة إيمان الطوخي، وتيسير فهمي.
وتتذكر فهمي أنها كانت ستجسد دور شريفة الهجان، لكنها وبعد قراءة سيناريو الجزء الأول اختارت شخصية سارة، رغم قلة مشاهده مقارنةً بدور شريفة، وهو ما أثار تعجّب العلمي، لكنها أقنعته بتناسب دور سارة معها.