العالم الذي نعيش فيه
ـ مقال اليوم مما تناقلته وكالات الأنباء، ولن أنقل أو أعلق على أي خبر من أخبار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ما أتمناه أن تنتهي هذه الحرب بسرعة، ولكنها وللأمانة كشفت لنا أن الكثير من الشعارات الأوروبية كانت للاستخدام الخارجي، فلا حرية صحافة حقيقية عند الذين كانوا يطالبون الدول بمنحها لشعوبهم، ولا استثمار آمن بعد ما حدث، الاستثمار الآمن هو ما يقيمه الإنسان في بلده، غير ذلك هو استثمار خطر أو في مهب السياسة.
أبدأ بخبر يقول إن هناك ارتفاعًا بلغ 89 في مبيعات الهواتف (الغبية) خلال ثلاث سنوات 2018ـ2021، والمقصود بالهواتف الغبية هي التي لا تعمل بالإنترنت، أي أن بعض الناس عادوا للجوالات القديمة التي كنّا نستخدمها في التسعينيات الميلادية، وتقول دراسة أجرتها مجموعة ديلوت للمحاسبة إن واحدًا من بين كل عشرة مستخدمين يمتلك هاتفًا لا يتصل بالإنترنت.
هذا الخبر يقول إن هناك من رفض وسائل التواصل وشبكات الأخبار والألعاب الإلكترونية، لأنها غيّرت من أسلوب حياتهم للأسوأ، وفي الخبر أن كل من اعتمدوا الهواتف الغبية تحصلوا على الوقت المفيد وصاروا يعيشون حياة أكثر هدوءًا وراحة، والحق معهم فلماذا يشغل الإنسان نفسه بما لا يفيده ولا يعنيه، ما علاقتنا بأخبار إيلون ماسك وارتفاع ثروته أو شرائه 9 بالمئة من تويتر، ما الذي سيدخل في جيوبنا إن كان هو الأكثر ثراءً أو جيف بيزوس؟
ما اكتشفته أن ملّاك وسائل التواصل يستخدموننا كمسوقين لتطبيقاتهم، هم تزيد ثرواتهم على حساب استخدامنا الذي نظنه مجانيًّا، لا يوجد شيء مجاني في عالم الإنترنت، سأنضم لمستخدمي الهواتف الغبية، وسأبحث عن جوال (أبو كشاف)، آمل أن تكون لعبة الثعبان ما زالت تعمل فيه.
ـ في لقاء أجرته العربية نت مع الفنان المصري تامر فرج، قال جملة تفسر لنا سبب استضافة القنوات لمشاهير السوشال ميديا ودخول بعضهم مجال التمثيل، وأنا هنا لا أرفض استضافتهم، بل إنني أشكر السوشال ميديا، لأنها أظهرت لنا أسماءً عظيمة ولم نكن سنعرفها لولا السوشال ميديا، خصوصًا تلك التي قدمت لنا المحتوى المفيد والمتخصص.
أعود لتامر فرج الذي قال إن بعض الفنانين يحصلون على أدوار بسبب عدد متابعيهم وليس لموهبتهم، أي أن المنتج والمخرج يبحثان عمن يحقق لمسلسلهما الشهرة عن طريق متابعي النجم على السوشال ميديا وليس من خلال قوة المسلسل وقيمته الفنية والأدبية. في كلام تامر ما يفسر لنا سبب استضافة القنوات لكل من هو مشهور على السوشال ميديا، لكي تحقق البرامج الشهرة على حساب المشهور، وليس لأنها برامج تقدم محتوى قيّمًا.
هذا الكلام يجيب عمّن يستفسرون عن سبب استضافة القنوات لبعض المشاهير الذين يقدمون محتوى عبثيًّا لا قيمة أو فن فيه، على حساب أسماء تعبت على نفسها ولديها ما ينفعنا لدرجة الإبهار.