الضاحك..
الباكي
الجمهور هو ذلك “الضاحك - الباكي”، الذي يمثِّل رونق كل مناسبة، أو حدث رياضي، أو فنٍّ راق وأداء، فهو يجسِّد عطاء الرياضيين المتنافسين بشرف، وأمانتهم، ويثري أداءهم، ويسطر أفراحهم، ويحكي أتراحهم، ورياضة بلا جمهور تبدو وكأنها “طعام بلا ملح..”. يشعر اللاعبون عادةً بنشوة وزهوٍّ رائعين عندما تصفق وتهتف لهم الجماهير عرفانًا وفرحًا.. واستحسانًا.. وتشجيعًا.
الجمهور، هو “القائد الملهم”، و”الداعم الوفي”، و”العنفوان النابض بالعشق” الذي لا يتوقف، على الرغم من “تشويهات” بعض “الحمقى” وذوي “المنافع” والأجندات الشخصية الزائفة، وعاجلًا أم آجلًا لطالما لفظت الجماهير الصادقة الوفية أولئك “الجهلة” الذين يعملون على بث الضغينة والبغضاء والحقد والكراهية والأنا المفرطة، والذاتية المقيتة!
حزن الجماهير طبيعي محسوس.. نقي، ومواقفها أصيلة.. راسخة، لا يشوبها “زيف” ولا “مصالح” باهتة عابرة، أو إساءات وعبث “صبياني” “مستنجد” هنا أو هناك.. لمصالح “تحريضية” زائلة، وأجندات “فارغة” عابرة.. تبعث على التساؤل والحيرة والأسى، وتبث الفرقة والكراهية بين محبي وعشاق كيان رياضي.. عريق على مر العقود.. والعهود الفارطة!
الجمهور “النقي الوفي”، هو ذلك “الضاحك - الباكي” المفعم بالسعادة والمحبة والطمأنينة، والفخر والتواضع.. وهو كذلك “الباكي” على قارعة المدرجات حال الانكسار والهزيمة.. وإسقاطات بعض الواهمين!
الرياضة “ضحك وبكاء.. وشجن وهناء”، بل هي في الواقع: كثير من الضحك تارة، ومن البكاء تارة أخرى. تضحكنا وتبكينا، وتكاد تنفطر لها القلوب بالمدرجات، فتارة تبكي، وأخرى تبدو جزلة سعيدة. تارة تحسُّ بآلام، وتكاد تفقد الأمل وتقنع بالحزن والانكسار.
قد نحبط عند رؤية غروب “شمس الحقيقة”، وحال شروقها، وعند رؤية الجمال المفرط، ونبكي حال قراءة قصيدة مؤثرة، أو رؤية رسم أو منظر جميل، والاستماع إلى ألحان موسيقية شجية. نبلاء عند الغضب، وعند إطلالة الرضا، ونبكي عند الفرح، ونهرع عند الحزن، أو سماع قصة مؤثرة، أو رؤية منظر من مناظر الشقاء، أو مظهر من مظاهر الجلال.. والروعة.. والانبهار الحقيقي!
نجتهد في “إخفاء دموعنا” بالضحك، أو السخرية، أو الهزل والفكاهة. هناك موروث حزن طبيعي، تضاعفه مشاهدة مباريات سقيمة.. سلبية النتائج، فنمعن في الظنون والتفكير والسلبية والمشاعر “الجياشة”، وقد نصدر أسوأ ما فينا من صفات سلبية.. محزنة.. مضحكة، فيظن بعض “البسطاء” أنهم على “حق” وصواب، والآخرون على “باطل”، يتوجب استبعاده، أو قهره في كل الحالات.. كما يتصورها “السلبيون”.. وأتباعهم!