انهض
يا كبير!!!
التحذيرات المتكررة، التي بُحَّت بها أصوات عشاق الأهلي ومحبيه بفتح أبواب القلعة المغلقة، وسماع صوت العقل والمنطق عن وضع الفريق، الذي كان واضحًا منذ جولات الدوري الأولى أنه غير قادر على الوقوف متزنًا، وفي أحيان أخرى يسقط دون أن يلمسه أحد، كانت جميعها مجرد صدى لم يقابله “مجاوب”، فالرئيس أغلق كل الأبواب، وبقي يرسل “تغريدات” اطمئنان ووعود، ولم يتحقق الاطمئنان، ولا نُفِّذت الوعود، واستمر الوضع يزداد صعوبةً من جولة لأخرى.
مشكلة الأهلي إدارية وفنية، الإدارية تتركز في سماع صوت وحيد، وقرار وحيد، ورؤية واحدة، أما الفنية فجاءت نتيجةً لتبعات هذا التفرُّد لهذا الصوت، لذا كان الخطأ نفسه يتكرر.
كانت مشكلات الفريق تكبر، وتتدحرج مثل كرة ثلج، والنزيف النقطي يتواصل، وأصوات المحبين تعلو، والخوف يزداد، والخطر يقترب، ومع هذا بقيت أبواب القلعة مغلقة إلا من محاولات محدودة في أوقات متباعدة.
لا أحد ضد رئيس الأهلي بصفته الشخصية، لكنهم ضد عمله واختياراته وقناعاته، فما يحدث للفريق عبث، وسوء اختيار، وتردد في اتخاذ القرار، وفي أغلب الأحيان “عناد”، لذا يدفع الفريق حاليًّا الثمن من تاريخه ومكانته.
ثلاث جولات متبقية، هي الأصعب في تاريخ الأهلي، ومعها قد يُسجَّل ضمن المودِّعين للمرة الأولى في تاريخه، وسيُسجَّل لرئيس الأهلي بأنه الأسوأ إدارةً وعملًا وسجلًا.
الأهلي وأقصد بذلك فريق القدم، يحتاج إلى عملية إنقاذ عاجلة، تبقيه على قيد الحياة، وهذه العملية تحتاج إلى أدوات غير التي تستخدم للعلاج حاليًّا، وللاعبين يرتوي عشب الملعب من قطرات عرقهم، ولأصحاب فكر ورؤية، يتولون عملية الإنقاذ، لأنه لم يعد هناك مجال أمام الفريق لفلسفة مَن يقوده حاليًّا، ولا وقت للاعبين لالتقاط الأنفاس، ولا وقت للجماهير لتنتظر حتى يغادر فريقها المشهد، فكل حالات الأهلي حاليًّا طارئة، لا تقبل التريث والهدوء، فالفريق في وجه العاصفة، وعليه أن يواجهها، وألَّا يحني قامته لها، فالكبار لا ينحنون ولا يستسلمون، لذا سأرفع صوتي مع البقية، وأردِّد: انهض يا كبير فلم يعد هناك وقت لسقوط جديد.
أما مَن أوصلوه إلى هذه المرحلة، فلا مكان لهم إن بقي الفريق أو هبط، فقد استنفدوا كل الفرص، وأضاعوا كل محاولات العودة إلى الطريق الصحيح، وأغلقت أمامهم كل فرص التصحيح، فعليهم ألَّا ينتظروا مَن يدعم وجودهم، فمن الغباء أن تمنح ثقتك لمَن خذلك صيفًا وشتاءً، فإن فعلت، فأنت تستحق ما يحدث لك.