عنق
الزجاجة
تتواصل غرائب ومفاجآت وتحديات دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، في حلته الحالية المليئة بالإثارة، بطريقة عاصفة، ولا يمكن توقع معظم نتائجها مسبقًا، سواء في الصراع على القمة العتيدة المرتقبة، ومن ثم البطولة المأمولة، أو الصراع في “منطقة الأمان النسبي”، والابتعاد عن شبح الهبوط “المخيف”، أو مسألة “عنق الزجاجة الصعب” للهروب من مؤخرة الترتيب القاتمة، التي تخشاها معظم الفرق تقريبًا، ومخاطر الهبوط الكئيبة، التي ستكلف الفرق الهابطة خسائر فادحة على المستويات الفنية والجماهيرية والمالية والعناصرية والإعلامية والتاريخية.
ينقسم جدول ترتيب فرق مسابقة دوري المحترفين الحالي (موسم 2022م) إلى ثلاث شرائح محددة، وفقًا للأرقام الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام المحلية، وهي مجموعة صدارة الترتيب الرقمي، وتشمل فرق الاتحاد والهلال والنصر والشباب وضمك، التي “تنعم” بالأمان والثقة والاستقرار، ومجموعة “الأرقام المقنعة” إلى حد ما، في المنطقة المتوسطة تراتبيًا، وتشمل فرق الفتح وأبها فقط، وأخيرًا الشريحة الأكبر المهددة بالهبوط، وتشمل فرق الأهلي والطائي والرائد والاتفاق والتعاون والباطن، ثم الفرق، التي تحتل المراكز المتأخرة في الترتيب، وتضم أندية الحزم والباطن والفيصلي، التي تقبع ضمن منطقة عنق الزجاج، ومعاول الهبوط شبه المحتوم!
لعلنا لم نلحظ وجود هذا “التمايز” الواضح بين أندية المقدمة والمؤخر، في حين أن منطقة الوسط تضم فريقين فقط، ويشير هذا الترتيب إلى تباعد شاسع جدًا بين فرق المقدمة، التي يتصارع فيها فريقان بقوة على المركز الأول والبطولة، وهما الاتحاد والهلال، حيث يخوضان صراعًا وسباقًا قويًا للحصول على بطولة الدوري وكأسها الذهبي المنشود.
تؤكد حيثيات جدول ترتيب فرق دوري المحترفين لهذا الموسم أن الصراع على بطولة الدوري يكاد أن ينحصر بين فريقين، هما الاتحاد والهلال، وهو نمط يظهر ارتفاع أداء هذين الفريقين، ورغبتهما الجامحة في الحصول على بطولة الدوري الأفضل عربيًا وخليجيًا، وباقتدار.
كما أن وجود فريقين في منطقة الوسط، وهما الفتح وأبها، يعكس ضعفًا واضحًا في عدم قدرة كثير من الفرق المتصارعة على تحسين أماكنها في الترتيب العام، ومن ثم يظهر تزاحم ستة فرق، وبشق الأنفس، في الابتعاد عن شبح الهبوط، الذي يلاحقها.
وأخيرًا فإن فريقي الحزم والفيصلي “مستسلمان” إلى حدٍ ما لمصيرهما المحتمل بالهبوط، خاصة الحزم، الذي هبط رسميًا، مع استحالة التعويض بهذه المرحلة الحرجة.