من حوّل
بوصلة الدوري؟
الحديث عن عوامل خارجية تحاول عرقلة الاتحاد عن تحقيق الدوري هي مجرد “فضفضة” يرددها من يحاول أن يهرب من توجيه بوصلة النقد للاتجاه الصحيح.
لا أحد عرقل الاتحاد أو سعى لعرقلته خارج الملعب وكل مشاكل الفريق وعثراته الأخيرة كانت لأسباب داخل الملعب وليس خارجه، على اعتبار أن من يروجون لهذا الفكرة يرمون باتجاه اللجان والتحكيم ويرون بأنها تتعمد عرقلة فريقهم.
الاتحاد الذي لا تزال حظوظه قائمة في تحقيق الدوري وإن كانت هذه الحظوظ مرتبطة بنتائج منافسه الآخر الهلال.
الاتحاد لم يخسر نقاطًا بقرارات انضباطية، ولم تتدخل اللجان في إبعاد لاعبيه دون أسباب قانونية تحكمها اللوائح وإنما خسر نقاطًا من الملعب لأسباب فنية، ومن هنا يجب أن تبدأ المساءلة.
مشكلة البعض أو الأغلبية من الاتحاديين أنهم انشغلوا بخارج الملعب وتجاهلوا داخله، ولهذا كان نزيف النقاط يتواصل من فريق كان يملك فارقًا نقطيًا مريحًا قبل أقل من شهر إلى فريق ينتظر تعثر الهلال لتحقيق اللقب قبل جولتين من خط النهاية.
الاتحاد داخل الملعب خسر سعود عبد الحميد وعبد الإله المالكي ولم تفلح كل محاولات الترقيع والترميم بعد ذلك لتعويض غيابهما. الاتحاد دخل في قضايا وشكاوى مع النصر ولم يستطع أن يحلها مبكرًا ولم يسلم من تأثيرها.
الاتحاد فقد التركيز في أهم جولات المنافسة ولم يجد من يساعد لاعبيه على استعادة توازنهم وهدوئهم في مثل هذه اللحظات.
والأهم من كل ذلك أن الاتحاد وجد منافسًا شرسًا يعرف طريق المنصات ولا يرمي المنديل وعاد من فارق 11 نقطة إلى صدارة تنتظر منه فوزين للتتويج باللقب.
الاتحاديون الذين رفعوا راية الاستسلام بعد خسارة الطائي هم أنفسهم من كانوا يردد وقبل أسابيع بأن الدوري حُسم وأن التتويج باللقب مسألة وقت. هؤلاء هم من يحاول حاليًا أن يرمي بالفشل باتجاه العوامل الخارجية لتبرير أن التفاصيل وأصل الحكاية في تحول بوصلة الدوري كانت خارج الملعب وليس داخله.
عمومًا لا تزال الحظوظ معلقة بآخر جولتين والدوري لم يفصح عن كامل أسراره والنتائج التي على الورق قد تتغير داخل الملعب وقد تكون لأندية الفتح والباطن والاتفاق والفيصلي كلمة في إعادة تحويل البوصلة نحو الاتحاد أو تثبيتها على مؤشر الهلال كما فعل الطائي ورئيسه.