النفيعي
ونيوتن
العقل البشري لا يمكن هزيمته بسهولة، كونه لا يتلقى أي معلومة بلا تحليل وتمحيص وربط ومقارنة بالكم الهائل من الأحداث التي يخزنها تراكميًا طيلة شهور بل وسنوات والجماهير الرياضية بشر وعقولهم ليست للإيجار.
في الأهلي لا دليل على رفض العقل البشري لإدارة ماجد النفيعي أقوى من نسختين لجدولين يدلان على العمل الإداري، جدول الترتيب والذي يقبع الأهلي في مؤخرته، وجدول الديون والذي يظهر الأهلي في صدارته.
لا يمكن لأحد أن يقنع المشجع الأهلاوي بسلامة عمل إدارة ناديه وفق ما تقدم من ذكاء بشري يقابله سوء عمل إداري، إلا أن يكون حامل لواء هذا الإقناع لا يقيم وزنًا بل ولا احترامًا لعقول تلك الجماهير انتقاصًا وتصغيرًا.
ليس المنطق فقط من يرفض العمل الذي قدمته إدارة النفيعي بل أجزم أنه حتى قوانين الطبيعة من الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلم الفلك وكل معادلات نيوتن وأينشتاين لا تستطيع إثبات صحة دعم هذه الإدارة.
وبالحديث عن المنطق الذي يقول إن إطراء أي إعلامي لأي إدارة مرتبط بالمستويات والنتائج، فإن التساؤل الذي يفرضه العقل ما المقابل الذي من الممكن أن يدفع أي إعلامي إلى مديح إدارة أوصلت الأهلي للهبوط.
معادلات (أينشتاين ونيوتن) والتي تسببت في ضربنا كثيرًا في المدرسة، تقوم على المقابل، ولو قدر لهما العيش بيننا الآن لاخترعا معادلتين رياضيتين تقولان (المديح مقابل النجاح وإن تعذر وجوده فالمديح مقابل المقابل).
ولهذا لا يلام المشجع والذي يملك عقلًا راجحًا يحلل ويربط ويفكر عندما تثور ريبته حول إعلامي يمتدح إدارة دون مقابل إنجازات وعمل جيد ولذلك يذهب به عقله إلى مكتبة المفردات بحثًا عن مفردة المصلحة.
الإعلام يعاني أصلًا من تهمة المصلحة على المستويين المؤسسي والفردي، وواقع الأمر يقول إن البعض منهم قد تسببوا في جمع الكل في سلة نظرية داروين، التي تقول إن الإعلامي في الأصل ينحدر من سلالة الصرافات.
ما أود قوله أنه حتى عمل الإدارات الرياضية يسير وفق قوانين الطبيعة ويرضخ لقوانين نيوتن (الجسم الساكن سيظل ساكنًا ما لم تؤثر عليه قوى خارجية ولكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه).
وعليه فإن الإدارة الساكنة ستظل ساكنة ولا مبالية حتى تتدخل القوة الجماهيرية لتجبرها على الحركة والاهتمام، والإدارة التي تستفز الجماهير بعملها وفعلها ستتفاجأ برد فعل جماهيري مساو لعملها ومعاكس لها في الاتجاه.