«قاتلوا
لنحيا سويًّا»
تعيش الأندية الكبيرة في جميع دول العالم لحظات فراغ في تاريخها، تتعرض فيها لهزات وغياب عن البطولات، وتراجع في النتائج والمستويات، ويبقى طول لحظات الفراغ أو قصرها يعتمد على نوعية العمل المقدم من مسيري النادي فنيًّا وإداريًّا لتجاوز هذه المرحلة والخروج من الأزمة.
الأهلي الكبير مؤسس حضارة كرة القدم السعودية وأحد أركانها عاش هذه اللحظات منذ أربعة مواسم، وكان أقساها في هذا الموسم الذي وصل فيه الفريق لدرجة “الترنح” مهيئًا للسقوط في أي لحظة.
مساء البارحة خاض الفريق لقاءً تاريخيًا للحفاظ على تاريخه الممتد لـ80 عامًا للبقاء تحت الضوء والهروب من نكسة الهبوط.
الالتزام بموعد تسليم المقال مبكرًا لم يمنحني فرصة للكتابة بعد نهاية اللقاء، لذلك لا أعرف كيف أصف الحالة الأهلاوية بعد نهاية لقاء الرائد إن كانت حافظة لتاريخ النادي أو أنها كتبت نهاية موسم عبثي عاش فيه الفريق أسوأ مراحل تاريخه فنيًّا وإداريًّا وشرفيًّا.
في مثل مباريات البارحة لا يمكن أن تطالب إدارة بتعديل عبثها، لأن كل المواعيد انتهت، ولا تطالب شرفييه بالتفاف لأنه انتهى وقته ولم يعد الفريق في حاجته، ولا يمكن أن تطالب الجماهير التي قدمت كل ما تستطيع وحضرت في ليلة صعبة وتاريخية لتلقي النظرة الأخيرة على فريقها أو لتدعمه تحب شعار “قاتلوا لنحيا سويًّا”، وهي العبارة التي حملها طفل أهلاوي يسمي نفسه “ماجد صديق السكر” (نسأل الله أن يشفيه) ووجدت تفاعلًا من جماهير ناديه التي لن نطالبها بأكثر مما قدمت.
وفي مثل هذا المباريات الحاسمة والتي تتعلق بكرامة الأندية وتاريخها يكون الرهان على الـ11 لاعبًا المتواجدين داخل الميدان، فهم من يملكون مفاتيح العبور من هذه الأزمة، ولديهم 90 دقيقة لحفظ تاريخ ناديهم وتصحيح أخطاء موسم كامل أوصلت الفريق لهذه المرحلة، وإن استطاعوا فعلها فقد حفظوا تاريخهم وتاريخ ناديهم، وإن واصلوا مرحلة انعدام الوزن والشتات وغياب الشعور بالمسؤولية التي لازمتهم طوال الموسم وطارت عليهم نقاط اللقاء فهذا يعني أنها ليلة كارثية حلت بنادٍ عظيم، وأن المرحلة لم تعد مرحلة فراغ تحدث للأندية الكبيرة وإنما حالة تدمير وتشويه لنادٍ كان صرحًا من خيال فهوى. مع دعواتي وأمنياتي ودعوات عشاقة في كل مكان ألَّا يكون ذلك قد حدث.