تاليسكا..
عمهم
منذ فتح باب تعاقدات الأندية السعودية مع اللاعبين الأجانب موسم 1993م، شاهدت العديد من قصص تأخر أو تمرد اللاعبين في العودة إلى فرقهم بعد أي إجازة يحصلون عليها، والتي غالبًا تنتهي بالحسم من رواتبهم.
لكن في حالة محترف فريق النصر اللاعب الموهوب تاليسكا.. لأول مرة أشاهد في ملاعبنا أو ربما في العالم لاعبًا محترفًا يتأخر في العودة إلى فريقه للانضمام إلى المعسكر الإعدادي بحجة مروره بظروف عائلية، وهي تعني أنها ظروف قاهرة تعوق حضوره، وهو في نفس الوقت يقوم بنشر جدول تواريخ حفلاته الغنائية لمدة عشرة أيام، ثم يعزز ذلك بمقاطع لتلك الحفلات، في تصرف استفزازي ينم عن عدم احترام للشعار وجماهير النادي الذي يلعب له.
لقد عاش عدد لا يُنسى من المحترفين في دلال الحظوة الإدارية والجماهيرية والإعلامية في أنديتنا، وشكّل بعضهم إزعاجًا لأنديتهم بين الحين والآخر. تاليسكا وحده تعمد وعلى مشهد كافة الجمهور الكروي والإعلامي التقليل من كيان كبير مثل النصر، مظهرًا نفسه في موقف الأقوى من إدارته.
قد يقبل العاشق النصراوي عذره لو أنه غاب عن الأنظار خلف ظروفه العائلية، لكن أن يتعاطى أيام غيابه في صخب حفلات مفتوحة على كل شيء لمن يحمل صفة لاعب محترف، وفي المقابل زملاؤه في المعسكر الخارجي يؤدون تدريباتهم بقيادة المدرب الجديد، الذي ينتظر التعرف على (مدلل) الفريق، فهو أمر غير مقبول عنده.
لذا أستغرب أكثر تكرار إدارة النصر في هذا التوقيت قصة المحترف المغربي حمد الله لكن بوجه برازيلي، وفي زمن قصير.. ألم تستوعبون الدرس؟
حتى لو كان لتاليسكا مطالب بين استلام مستحقات متأخرة أو تحسين عقده، كما ذكرت بعض الأخبار، لا يحق له أو لغيره استخدام ذلك السلوك المتعجرف، مهما كانت المبررات.
شخصيًّا لا تروق لي بتاتًا هذه النوعية المتعالية من اللاعبين/ النجوم بمنتهى الفوقية على النادي/ الكيان، الذي قدمه وقدره وأنزله منزلة لائقة جماهيريًّا. على مدى سنوات كان لي صدامات إعلامية متعددة، مرصودة صحفيًّا أو تويتريًّا مع تلك النوعية من اللاعبين، سواء سعوديين أو أجانب.
لا أستكثر تدليل نوعية من فئة النجوم التي أظهرت ما يميزها داخل الملعب، فذلك من باب التقدير والفارق الذي يُحدثه في الملعب، وخارج الملعب كوسيلة جذب جماهيرية وتسويقيًّا للنادي، ولا ننكر أن العديد من النماذج الإيجابية من اللاعبين نجحت في ذلك، سواء كانت مشاكسة أو في كامل انضباطها، لكنها في النهاية لم تفعل ما فعله تاليسكا مع النصر، في سابقة احترافية كروية تاريخية، فقد بات (عم) المتمردين، والصامتين على سلوكياته الفوقية على الكيان.