صناعة
الأزمة !
لقد تميَّز بعض السياسيين على مر العصور بصناعة الأزمات، إذ لم تمر أي حقبة زمنية دون أن تشهد أزمةً ما، قادها من خلف الكواليس مغفلون، رأوا المشهد طبيعيًّا حتى لو احترق العالم!
بعض الرياضيين القياديين في العالم يتسابقون أيضًا معهم في المضمار ذاته، إذ يتشابهون في امتلاك الأدوات نفسها: كيان ما. منافس/ خصم. جمهور منقسم بين مؤيد ومعارض. وإعلام يرصد.. “اللي ما يشتري. يتفرج”.
لو أسقطنا هذا الأمر على المشهد المحلي، مثلًا: كم جهةً، أو مسؤولًا سيمرُّ ببالك في صناعته الأزمة/ الأزمات بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة؟ شخصيًّا، أول مَن يخطر ببالي هو اتحاد كرتنا الموقر، فأكبر أزماته وربما أحد أسباب تآكل أي نجاح يحققه باسم المنتخبات، أو استضافة وتنظيم البطولات العربية، أو الدولية وغيرها، هو سوء اختياره لجانه العاملة! والأسوأ من ذلك تكرار الخطأ نفسه، فعندما أعاد تشكيل بعضها، لم يتغيَّر أي شيء!
كيف لي كنادٍ أو إعلامي أو مشجع أن أؤمن بقيادة اتحاد لعبة، لم ينجح مرتين في اختيار أعضاء اللجان الأبرز لديه؟! ضعف اللجان هو ضعف اتحاد اللعبة/ الكرة “لجنة الاحتراف، لجنة الانضباط، لجنة الحكام، لجنة المسابقات” جميعها محل لغط لا يتوقف! قصور واضح، وتناقضات في المواقف والقرارات.
لا أحد ضد رئيس اتحاد الكرة وأعضاء مجلسه، كما يعتقد بعضهم، أو يحاول الإيحاء لهم بذلك. لا شخصنة. ما بيننا وبينكم، هي تلك الكومة من الأخطاء المتراكمة من مخرجات عمل الاتحاد ولجانه. إنها تتزايد بشكل ملموس.
التباطؤ في بعض القرارات، والسرعة في غيرها، والتباين في أخرى، وإن تشابهت المواقف، تفشي بعض معلومات القرارات التي من المفترض أن تكون سرية حتى تصدر. قد يكون هناك مما يُلقى على اتحاد الكرة ولجانه باطلًا، لكنْ قليلٌ منه يتمُّ نفيه، في حين يتحوَّل الكثير إلى كرة ثلج!
إذا كان اتحاد اللعبة وما تحت مسؤوليته من لجان لا يتفاعلون مع المعلومة الخاطئة المنسوبة لهم، خاصةً عندما تتبنَّاها جهات إعلامية موثوقة، وتصبح حديث الوسط الرياضي، فلا يلام بعد ذلك مَن يمضي بها، أي المعلومة، حيث شاء من تفسير، يُشكِّل فيها موقف اللجنة، أو حتى رئيس اتحاد الكرة والأعضاء مع أو ضد ناديه. ليس هناك مبالغة فيما أقول، لكن ثمَّة إهمالٌ، أو تجاهلٌ لسبب ما، وعدم توضيح لصحتها من عدمها، لذا تتحمَّل كل جهة مسؤوليتها.
كذلك الحال في الأندية، فحدث لا حرج. يصنعون من الحبة “أزمةً”، تطحنها جماهير النادي بين بعضها، أو مع المنافسين، ثم يتلقفها الإعلام الرياضي أفرادًا وجماعات، بسبب صمتهم دون أي تحرك رسمي بالتوضيح أو اتخاذ خطوة قانونية. يكتفون بدور المنافحين عنهم حبًا أو بالوكالة، ثم يتساءلون بعد وقوع الفأس بالرأس: فهمتونا غلط!!؟