العالم الذي نعيش فيه
ـ مقال اليوم مما قرأته في الأيام الماضية، وسأبدأ بدراسة حديثة مهمة جداً، وأظنها أفضل دراسة قام بها الباحثون في الخمسين سنة الماضية، ولو أنهم أجروها منذ خمسين عاماً وأُخذ بها لصار العالم أجمل.
توصلت الدراسة الطبية التي أشرف عليها باحثون من جامعة أوكسفورد البريطانية، إلى أن منح الرواتب العالية للموظفين له تأثير إيجابي على صحتهم النفسية والعقلية بشكل يماثل الأدوية المضادة للاكتئاب أو يفوقها، لأنهم حينها لن يتعرضوا للضغوط المرتبطة بانخفاض الدخل أو الضائقة المالية التي قد تلم بهم. هذه خلاصة الدراسة وأضيف لها إن سمح لي الباحثون أن زيادة الرواتب ستعود بالنفع على العمل، لأن الموظف حينها سيعمل وباله مرتاح، ولا يفكر أثناء العمل بضغوطات الحياة. لقد صدق الذي أطلق الحكمة القائلة: الدراهم مراهم . قبل أيام انتهيت من قراءة مذكرات شارلي شابلن، تحدث عن الضائقة المالية الطويلة التي كانت تعصف بهم، وكيف أن والدته كانت مريضة وطريحة الفراش لعدة أيام، وعندما عاد أخوه إلى المنزل ونثر صرة مليئة بالجنيهات الذهبية كان قد لقيها في طريقه، تحسنت حالة أمه سريعاً وغادرت السرير وأصبحت في أحسن حال، الأمر الذي جعل شارلي يتساءل: هل كانت أمي تشكو من مرض عضوي أم نفسي؟!
ـ الدول التي تسمح بالمثلية الجنسية والتحول الجنسي سوف تصطدم بما يناقض قرارها، بل ستبدو وكأنها في ورطة إن لم تكن قد تورطت فعلاً، لأن ما سمحت به لن يتماشى مع طبيعة البشر وبالتالي الحياة، في الفترة القليلة الماضية بدأت بعض القرارات بالظهور لمعالجة سلبية قرارهم، آخر ما سمعته أن أحد الاتحادات الأوروبية الرياضية لن يسمح بمشاركة الرجال المتحولين في المسابقات النسائية، أي أنهم سمحوا له بالتحوّل لكنهم لن يستطيعوا أن يتعاملوا معه كامرأة لأن قوته قوة رجل وهذا ما سيجعله متفوقاً رياضياً على النساء، وهم بذلك يتعاملون معه كامرأة لكن ليس كامرأة! في المكسيك نقلت وسائل الإعلام شيئًا من هذه المشاكل التي سببها السماح بالتحول الجنسي والمثلية، ومن المؤكد أن ليس كل الذين سمحت في بلدانهم المثلية والتحول الجنسي موافقون على القرار، يقول الخبر الذي أنقله مترجماً من حساب إياد الحمود على تويتر (رجل وزوجته ركبا باص ولم يجد الزوج مقعداً شاغراً إلا في قسم النساء فجلس مع زوجته، لكن تذمرت امرأة خلفه من وجوده وطالبت بطرده، فأخبرها أن المكسيك تعطي حرية الشواذ وقررت الآن أكون امرأة وعليكم احترام حريتي وحقي في اختيار جنسي، ثم وقف وضحك ساخراً: أنا امرأة).