أيقونة التشجيع..
رائد التجديد
مطلع التسعينيات الميلادية قرع طبول مزعج. كلمات جافة. أصوات نشاز. هكذا كان حال التشجيع في المدرجات الكروية السعودية، حتى وإن اكتظت بالحضور.
الحماسة ارتخت لديهم. الضجر ظاهر عليهم. عبء نمطية الثمانينات جاثم بينهم. لا جديد. في المقابل كان ثمة عصر كروي احترافي يظهر. يواكبه جيل جديد من روح الكرة واللاعبين.
جمهور شاب عصري بدأ يغزوا المدرجات. مختلفًا في مظهره ومزاجه. متأثرًا بمحيطه من ثورات تقنية وفضائية. حتى في موسيقاه. قصيرة ذات إيقاع سريع.
من بين كل هذه الصراعات بين التقليدية والحديثة لجيلين. ظهر على الساحل الغربي وفي قلب مدينة جدة. شاب طويل القامة، وسيم الملامح، بشارب عريض يزده بريقًا. حاملًا راية التجديد. معلنًا عن عصر جديد للأهازيج. ونمط مختلف للتشجيع في المدرجات السعودية. وهو يصدح ومن خلفه جماهير ناديه بأهازيج مبهرة المعنى وغاية الحماسة والتفاعل لدى المشجع (إتي يا موج البحر. اتحاد العب وحنا لك سند. يا صفراني اللون) فانطلقت كالنار في الهشيم في المدرجات المحلية والخليجية. ساعدها انتشارها عبر أشرطة الكاسيت على مدى سنوات. تاركًا تأثيره بشكل عميق في من عاصره أو حتى أتى من بعده. حتى أشتهر بلقب (عندليب) المدرجات.
هو صالح القرني أيقونة مدرجات نادي الاتحاد الطاغي جماهيريًا. ومن أبرز أيقونات التشجيع في المدرجات الخليجية والعربية خلال الثلاثين عامًا الماضية.
يقول صالح، الذي ترجل قبل أيام عن قيادة رابطة جماهير ناديه، التي أصبح رئيسًا فخريًا لها. عن أفضل ما فعله طوال مشواره: بعد هذا العمر. يُسعدني أنني تركت ذلك الأثر والتأثير، في المدرج الاتحادي خاصة وأسلوب التشجيع عامة. واقتران اسمي باسم (العميد) في إرث لا يُنسى من الأهازيج. هذا يكفيني. هذا فخري.
الحقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر، هي قدرة هذا الفتي الجداوي المنحدر من الجنوب شموخًا، أن يُشكل قوة ناعمة. ساهمت في زيادة دائرة الجذب الجماهيري، مثل تأثير ما يفعله نجوم الفريق والألقاب. خالقًا شعبية جارفة للنادي محليًا وعربيًا ولنفسه أيضًا. أصبح كلاهما يتباهى بالآخر. الاتحاد/ صالح. صالح/ الاتحاد.
هو رائد التغيير والتطوير في المدرجات المحلية والخليجية لعقود لا تُنسى. وسيبقى. طالما من أتو بعده، إلى الآن، لم يخرجوا عن سطوة مدرسة أبو فاطمة. حتى وهم ينجحون في أهازيج يتيمة.