2022-09-29 | 23:35 مقالات

بطولة الأداء المشرف!!

مشاركة الخبر      

مع اقتراب الحدث الرياضي الأهم “كأس العالم 2022” من إطلاق صافرة البداية قبل أقل من 60 يومًا فإن الرؤية أصبحت شبه واضحة للمنتخبات المشاركة.
كل منتخب يعرف مسيروه ما هي أهدافهم وأين يتوقف طموحهم من المشاركة في هذا المونديال.
طموحات اللقب لن تخرج عن 5 منتخبات تقريبًا، بقية المراكز ستوزع حسب مجريات البطولة وأحداثها داخل أرض الملعب، وهناك منتخبات تبحث عن الأداء المشرف والخروج بأقل الأضرار من المشاركة.
بين هذه التصنيفات علينا أن نكون منطقيين وواقعيين وأن نضع منتخبنا ضمن التصنيف الثالث وهو البحث عن الأداء المشرف والخروج بأقل الأضرار.
ليس عيبًا أن نعترف بأن منتخبنا ليس ندًا لكتيبة المدرب الأرجنتيتي سكالوني، والتي يقودها اللاعب الأعظم في التاريخ ميسي الذي وصل مع منتخب بلاده حتى آخر لقاء ودي أمام جامايكا لـ 35 مباراة متتالية دون خسارة.
ولن نكون أفضل من بولندا بمحترفيها وفي مقدمتهم الهداف التاريخي ليفاندوفسكي. ولسنا أفضل من المكسيك على الأقل من ناحية السرعة وجودة اللاعبين.
لذلك علينا أن نكون منطقيين وأن تتركز مطالبنا على نتائج متقاربة وأداء مشرف وهذا الذي يعمل عليه هيرفي رينارد من خلال آخر وديتين خاضهما الأخضر أمام الإكوادور وأمريكا.
منتخبنا لا يملك المهاجم الحقيقي، وكل خياراته لهذا المركز لا تتجاوز البدلاء في صفوف أنديتهم، ولذلك عندما تنتهي آخر أربع وديات للمنتخب دون أن يسجل أي هدف فهذا وضع طبيعي لواقع المنتخب واحتياجاته، وبالتالي فإن رينارد وبما أنه لا يملك الرهان على المهاجمين فإنه يراهن على جزء من قوته في المدافعين والحارس لعدم تلقي الأهداف، ولهذا تأتي النتائج سلبية لا يسجل ولا يقبل أهدافًا.
لهذا علينا أن نقبل بالواقع الحالي للأخضر وألا نرفع سقف الطموح غير المنطقي وأن نتعامل مع المخرجات الحالية المتوفرة للكرة السعودية بواقعية وعدم مبالغة في المديح أو إسراف في النقد.
وعلينا أن ننتظر مخرجات دورينا الأقوى في مواسم قادمة، فنحن نخوض تجربة الدوري الأقوى والعدد الأكبر من المحترفين الأجانب وهي تجربة لم تكتمل ولكنها مؤشر بأن نوعية اللاعبين الجدد مستقبلًا ستكون مختلفة ومحترفة بشكل أكبر وأفضل، وستصبح الخيارات أمام المدرب أوسع وأشمل، لأن الدوري القوي والتنافسي المستمر لسنوات سيقدم أسماء جديدة قدمت نفسها وسط زحمة الأجانب وجودتهم وهذا مؤشر لجيل مختلف كمًا ونوعًا. عندها يمكن أن نرفع سقف الطموح والمطالب قليلًا، وأيضًا دون مبالغة.