صناعة بطل
بـ «مليون»
تتوزَّع أحاديث الرياضيين والمتابعين لدورة الألعاب السعودية، التي انطلقت قبل أيام، بين مهتم ومتابع، فالمهتم غالبًا ما يبحث عن تفاصيل المنجزين في الدورة، الذين حصلوا على ميداليات ذهبية ومبلغ المليون ريال، ويتحرَّى عن هؤلاء الأبطال، وما هي أرقام إنجازاتهم في اللعبة التي حققوا فيها جائزة المليون، ويقارنها بالأرقام التي سجلها الأبطال الأولمبيون في اللعبة نفسها، أو حتى الأرقام المسجَّلة على مستوى القارة، فيما يحرص المتابع على معرفة ما هي الفائدة من هذه الدورة، وما هي مخرجاتها.
في البداية يجب أن نرفع التحية لوزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الأمير عبد العزيز بن تركي، ونائبه الأمير فهد بن جلوي، ونائبة مدير الدورة الأميرة دليّل بنت نهار، لأن العمل كان كبيرًا وكبيرًا جدًّا في التنظيم وتجهيز الصالات والملاعب والكوادر، وهي أشبه بدورة أولمبية مصغرة.
ثانيًا أعتقد أن الهدف من هذه الدورة لن يتحقق من أول انطلاقة لها، فالهدف أبعد، لأن قيمة الجائزة “المليون” مغرية جدًّا، وستخلق تنافسًا كبيرًا بالدورة في نسختها الثانية، وهذا التنافس سينعكس إيجابًا على قدرات اللاعبين وحرصهم على تحطيم الأرقام، واللعبة التي شارك فيها 50 لاعبًا مثلًا في النسخة الأولى، سيرتفع عدد المشاركين فيها إلى الضعف في الثانية، وهذه هي الأهداف الرئيسة، ومن هنا تبدأ المخرجات الحقيقية للدورة.
في قناعتي واعتقادي، أن بروز لاعبَين أو ثلاثة في كل الألعاب، ومن بين آلاف المشاركين، ووصولهم إلى منصات التتويج في الدورات الأولمبية المقبلة أكبر نجاح لهذه الدورة، لذلك أرى أن مَن خطط لهذه الدورة ورسم خطها البياني، كان يهدف إلى أكبر من فائز يحتفل بالمليون، أو متابع يبحث عن مخرجات وقتية، كما أن هذه هي الخطوة الأولى في مسار طويل، سيتبعه تنافس بين الاتحادات لتقديم عملها ونتاج لاعبيها أمام المسؤول، وتنافس بين اللاعبين في اللعبة نفسها، وهذا التنافس هو الذي سيخلق جيلًا جديدًا في كل الألعاب، وسيفتح أمام الآباء منفذًا آخر لأبنائهم في رياضات أخرى غير كرة القدم، فبقية الرياضات بوجود الوزير “الشغوف” ومَن يعملون معه لم تعد “منسية” كما كان يُطلق عليها، ولم تعد مجرد هواية تمارس، وإنما أصبح لها حاضن يطورها ويرعاها، ومنصات يعتليها الأبطال، إلى جانب متابعة إعلامية وجوائز مليونية، لذا فالمقبل سيكون مختلفًا كمًّا وكيفًا لهذه الألعاب وممارسيها.