«اذهبوا.. واستمتعوا»
عندما تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم للمرة السادسة إلى نهائيات كأس العالم، التي ستنطلق في قطر قريبًا، فرحت قطاعات واسعة في مجتمعنا بهذا الإنجاز العالمي، وتبلورت “نشوةٌ” سعوديةٌ رياضيةٌ “طموحة”، أملًا بأن يشقَّ منتخبنا طريقه إلى الدور الثاني من المسابقة كحقٍّ “مشروع” لكل منتخبات العالم، وفي ظل طموحنا وتطلعات جماهيرنا العزيزة بتأهل منتخبنا إلى مرحلة أكثر إثارةً وفاعلية.
من حق جماهيرنا العزيزة أن “تطمح” فيما هو أكثر فاعليةً وحضورًا وإنجازًا بالتأهل إلى الدور الثاني في المسابقة العالمية بوصفها مناسبةً رياضيةً تعدُّ الأهم والأكثر إثارةً وحضورًا، جماهيريًّا وإعلاميًّا، كما أنها الأكثر اهتمامًا ومجدًا رياضيًّا على مستوى العالم، وسيشاهدها مئات الملايين من البشر عبر الشاشات التلفازية والمنصَّات الإعلامية العالمية، إلى جانب الحضور الجماهيري.
جماهيرنا السعودية ذات “تطلعات إيجابية”، وتصوّرات “واثقة” في منتخبنا الوطني وأدائه ونتائجه الإيجابية المرتقبة بإذن الله، حتى وإن “أفرط” “بعضنا” أملًا في “التوقعات”، التي بدت “كأمنيات” أكثر من كونها “توقعات منطقية”، تسندها وقائع ومعطيات وتاريخ وأداء فني راق، وقدرة على مقارعة المنافسين العالميين الأكثر قوةً واستعدادًا ومهارة.
بعضنا، وقبل البداية، “أطلق العنان” لطموحاته “بالفوز على المكسيك”، “والتعادل مع بولندا” والخسارة المحتملة أمام الأرجنتين، والصعود للمرحلة التالية من الأمنيات.. وهو “طموح” “مشروع”، يفتقر إلى الواقعية.
نتمنى وصول منتخبنا إلى مراحل أهم في البطولة، والكف عن إطلاق “أمنيات باهتة”، تفتقر للنظر الثاقب في مستويات المنتخبات القوية الأخرى، خاصة في ظل افتقار منتخبنا عمومًا إلى لاعبين وطنيين بارزين، ويصنعون الفارق غالبًا، وهو ما لا يتوفر إلا في عدد محدود جدًّا من لاعبينا، مثل الفرج والدوسري والغنام والعويس وعبد الحميد وغيرهم، ناهيك عن ضعف دفاعاتنا وهجومنا، وقدرتنا على المقارعة الإيجابية.
وجود “العناصر الأجنبية” بنسب مرتفعة في دورينا المحلي ومسابقاتنا الأخرى، أثر سلبًا في ظهور كفاءات كروية رياضية هجومية / دفاعية سعودية، تمكِّننا من مقارعة الخصوم، بالتالي تطوير مستويات الأداء والحركة والطموح في مسابقاتنا المحلية، ليصبح الأمر واقعًا قد تكون له ترسُّبات في قدرات منتخباتنا، نظرًا “لاعتمادنا” على “اللاعبين الأجانب” في أكثر المراكز الفاعلة في دورينا.
“اذهبوا.. واستمتعوا”. عبارة وطنية قيادية ثاقبة، تلخّص بعمق وواقعية إمكاناتنا الكروية عالميًّا، وعلينا التحلي بالواقعية ما أمكن، آملين أن تكون نتائج منتخبنا الحبيب بقدر أمنياتنا. لنذهب.. ونستمتع.. ونظهر بمظهر محترم إن شاء الله تعالى.