الأرجنتيني
وينه؟
تابع. تحمس. تحفز. قفز فرحًا.. احتضن من بجواره. مثله مثل أي مواطن في ردة فعل لا شعورية على تقدمنا بهدف سالم الدوسري الصاروخي المونديالي. وقبله هدف صالح الشهري الذي عادل النتيجة.
مشهد (قيادي) سعودي تاريخي غير مسبوق. لكنه عبّر عن موقف شعب كامل. شعب يحب الكرة، ويحب بلاده أكثر من أي شيء في الكرة الأرضية.
ذاك حال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وحال الشعب السعودي سيان، أثناء وبعد إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة الافتتاحية لمنتخبنا السعودي في مونديال 2022 بقطر. لقد فعلوها. وفجروها. وأسمعوها كل العالم: هزمنا ميسي ورفاقه. أطحنا بالوحش الأرجنتيني. أحد أقوى المرشحين لتحقيق اللقب. وصفه موقع (فيفا) بإحدى أكبر المفاجأت في كأس العالم. وردت صحيفة (التليجراف) اللندنية: هذا أعظم انتصار في تاريخ كأس ألعالم.
وأفردت صحيفة إنجليزية عنوانها البليغ:
(السعودية تبكي الأرجنتين).
تحولات عديدة حدثت لمنتخبنا في هذه المباراة التي لا تُنسى. وما أشبه الليلة بالبارحة (مباراتنا أمام بلجيكا. مونديال 1994م). أولها مصيدة الفرنسي رينارد السحرية. التي اصطادت ثلاثة أهداف (تسلل) لو احتسب الحكم، وتقنيته، واحدًا منها لقضى على معنوياتنا. لقد منحهم سعود عبد الحميد قبلها (جزائية) هدية!
ثم جاء هدف الشهري كطوق نجاهة مع بداية الشوط الثاني.
أما هدف سالم. فكان ذروة التحولات. صدمة.
ويبقى تألق الحارس محمد العويس كمن يحصر كل العمل الفني، والجهد البدني، والروح القتالية، وتلك التحولات التي بُذلت أو حدثت. بين قوسيي قفزاته. دلالة على ذلك. حصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة، متفوقًا حتى على نجوم التانجو العالميين.
عبر مدرب الأرجنتين عن ذهوله: إنه يوم حزين علينا.
واكتفى مدرب السعودية بالقول: سنتحلى بالتواضع.
ختامًا.. ألا يكفي أننا أسقطنا خسائرنا في مبارياتنا المونديالية. ألا يكفي أننا قطعنا يد رهبة البدايات.
ألا يكفي أننا كسرنا منتخب الأرجنتين. وأوقفنا سلسلة الـ (36) دون خسارة. هذا السعودي وكفى.