المنتخب والبحث عن المتعة
فسر الكثير مطالبة ولي العهد للاعبي المنتخب بأن يتمتعوا على أنها تخفيف الضغوطات عن اللاعبين، وهذا صحيح من جهة، ومن جهة أخرى ما الذي نعنيه إن قلنا لشخص “ابحث عن المتعة أو تمتع”؟
الفلسفة التي “تحفر إلى أن تصل لماهية الشيء” تقول لنا: إننا نذكر هذا الشخص بغايته في هذه الدنيا، فغاية الإنسان / اللاعب أن يحقق لنفسه المتعة / السعادة / الفوز، ويقلل الألم / الخسارة طوال حياته.
والمتعة / السعادة هي نفس غاية الجماهير، لهذا لن ترى جماهير في كل ملاعب العالم تغضب من منتخبها أو فريقها بعد أن قدم اللاعبون مستوى رائعًا وإن خسروا، بل تصفق لهم؛ لأنهم حققوا غاية الجماهير وهي “المتعة”.
وماذا بعد؟
بسؤال أوضح: هل على بعثة المنتخب أن تعيش هذه المتعة إلى نهايتها كما تفعل الجماهير، أم تفكر بالبحث عن متعة جديدة “التأهل للدور الثاني”، لتستيقظ الجماهير على متعة جديدة؟
يقال:
في بطولات النفس القصير الجانب النفسي يلعب دورًا كبيرًا فيها، لهذا المباراة الأولى قد تعطيك دفعة لتصل إلى أبعد مما كنت تتوقع، وقد تجعلك تتعثر وتخرج مبكرًا، وربما هذا ما سيحدث للمرشح “الأرجنتين” فهو سيعاني كثيرًا ليتأهل.
وهذه الدفعة أعني “فوز المنتخب السعودي على أحد المرشحين لبطولة كأس العالم”، وتعادل منتخب المكسيك وبولندا، يمكن توظيفه للوصول للدور الثاني “كثاني المجموعة” على أقل تقدير.
وكل ما يحتاجه المنتخب السعودي في المباراتين القادمتين التعادل، فخمس نقاط كافية لتأهيله للدور الثاني في حال عاد المنتخب الأرجنتيني لوضعه الطبيعي، وهزم المكسيك وبولندا.
لأن نتائج الجولة الأولى في المجموعة (ج) “السعودية 3 نقاط ـ بولندا نقطة واحدة ـ المكسيك نقطة واحدة ـ الأرجنتين صفر” خلطت أوراق المنتخبات الثلاث “بولندا ـ المكسيك ـ الأرجنتين”، وضغطت عليهم، وهذا ما سيجعلهم يلعبون كل مبارياتهم القادمة على أنها “مباراة كأس / خروج المغلوب”، فيما المنتخب السعودي سيكفيه التعادل، ولن يضطر مثلهم للبحث عن الفوز ولا شيء غير الفوز.
فهل يرتب الجهاز الفني أولوياته على التعادل أولًا، فيغلق ملعبه ويلعب على المرتدات، ومع مرور الوقت سيتوتر لاعبو منتخب بولندا والمكسيك، وربما يخطف المنتخب السعودي هدفًا في فوز، أم نشوة الفوز ستفقده تركيزه ويظن أنه أصبح بديلًا عن الأرجنتين كمرشح لكأس العالم، فيخرج من الدور الأول؟