2022-12-14 | 23:14 مقالات

مع المغرب لا تستغرب

مشاركة الخبر      

كلمة لها عدة معاني حينما ينطق بها الشعب المغربي، ولقد سمعتها أول مرة حينما ذهبت عام 1985م في رحلة سياحية مع أحد المشجعين في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء لحضور لقاء جمع المنتخب المغربي والمنتخب المصري في طريق التأهل لمونديال المكسيك عام 1986م عن قارة إفريقيا.
وكان حينها يدرب المغرب البرازيلي، الذي أعلن إسلامه، خوسيه فاريا، رحمه الله، ويقود الكتيبة عبد المجيد الظلمي، رحمه الله، وبياز وبيحيوي ولمريس وخيري، والأخوة ميري والحداوي والتيمومي وبودربالة، وخلفهم الحارس بادو زاكي، ويدرب المنتخب المصري الخبير عبده صالح الوحش، رحمه الله، في ظل وجود جمال عبد الحميد وإبراهيم يوسف، رحمه الله، وأبوزيد وحمادة صدقي، ومصطفى عبده إلى آخر القائمة المعروفة.
وتغلب يومها المغاربة بهدفين دون مقابل للتيمومي وبودربالة، والكل طالع تأهل المغرب بمونديال مكسيكو في صيف عام 86م كأول منتخب عربي يصعد للأدوار العليا في ملعب جوردالاخالا، وتغلبه على البرتغال بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وظلت كلمة مع المغرب لا تستغرب راسخة بذهني بعد أن فهمت معناها بأنه لا مستحيل مع المغاربة كونهم عاشوا معارك ضارية مع الإسبان والبرتغال والفرنسيين، وغيرهم من الغزاة الفرنجة والأوروبيين.
فمنهم الموحدون والمرابطون.. إلخ. قصص البطولات التي سطرتها أجيال ماضية وبالأخص في بلاد الأندلس، وهذا ما حصل في مونديال الخليج خلال الأيام الماضية حينما قاد ياسين بونو ورفاقه أمرابط ونصيري وزياش وأشرف حكيمي منتخب بلادهم إلى هذا الدور الأعلى، بالإضافة إلى الأداء المشرف، والأخلاق العالية، وتميزهم بحضور أمهاتهم للملاعب كظاهرة تحدث لأول مرة في تاريخ المونديال، لتعبر للأجيال الحالية والشعوب الأخرى بأن العلاقة الأسرية لدى العرب والمسلمين لا تقارن البتة، فمهما كبر الابن يظل هو الأصغر لدى والدته ويبحث عن التفوق والنجاح من خلال إرضائها. وسط فرح عارم وكبير ومفاجأة ليس من قبل العرب والأفارقة وحدهم، وإنما العالم أجمع، لأن محبي الكرة بشكل عام يعشقون المفاجآت في هذه اللعبة التي كل يوم تؤكد بأن من يلتزم بتعاليمها وانضباطها داخل الملعب، فسيكون صاحب الغلبة له، بعيدًا عن الأسماء والإمكانيات والتاريخ والجغرافيا والبطولات، لهذا لا بد للعالم العربي، والذي يبحث عن تفوق في كرة القدم، أن يؤمن بأن احتراف اللاعب العربي في أوروبا، ومقارعة للاعبين هناك، سيرفع من مستوى هذا اللاعب وعطائه، ويجعل منتخب بلاده رقمًا صعبًا في كل البطولات، وهذا ما حصل ويحصل مع منتخبات أمريكا الجنوبية، التي عرفت كيف تنمي موهبة لاعبيها، كذلك الحال بالنسبة لمنتخبي اليابان وكوريا الجنوبية، وغيرهما من منتخبات إفريقيا السمراء.