المتسولون وأعداء الخارج وصفقة «رونالدو»
“وسندعم بقية أنديتنا لصفقات نوعية مع نجوم عالميين قريبًا”، بهذه الجملة ختم “وزير الرياضة” تغريدته في صفحته الشخصية.
فالتقط “الإعلاميون المتسولون” هذه التغريدة، ليبشروا ويطالبوا بدعم أنديتهم كما دعم النصر، ووظف أحد البرامج هذه التغريدة، لنشر شائعة أن هناك صفقات مع نجوم عالميين قادمة لباقي الأندية، ليدعم ما يروج أن الوزارة هي من دفعت أو شاركت في صفقة “رونالدو” ماديًا.
أقول “شائعة” لأنه في اليوم الثاني هو من كشف أنها شائعة، إذ أكد أن الوزارة واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة لا دخل لهم في صفقة “رونالدو”، وهذه ميزة البرنامج ينشر الأخبار الكاذبة ويكذبها في آن واحد.
هذا اللغط الذي أثارته الجملة هو من دفع النصر للرد، حتى لا يسلب جهد من عمل لإتمام هذه الصفقة، فجاء الرد من رئيس النصر في المؤتمر الصحفي “الثلاثاء الماضي”، فأكد أن تمويل الصفقة كان من رعاة من القطاع الخاص/ شركات، وأن الأيام القادمة ستكشف تفاصيل أكثر لنفي كثير من الاجتهادات غير الصحيحة”.
هذا على مستوى الداخل والمناكفات بين عشاق الأندية، التي يغلب عليها التضخيم والتتفيه للصفقة ولدور الإدارات، كما حدث لفوز الهلال في البطولة التي كانت عصية عليه “دوري أبطال آسيا”، إذ حاول البعض تقزيم دور الإدارة واللاعبين وأن هناك مليارًا ونصفًا دعم حكومي للنادي.
ولكن على مستوى الخارج كان الصراع مختلفًا، ولا دخل للرياضة به، بل مرتبطًا بالسياسة وبأحقاد لن ينساها الأعداء، كان أشهرهم “أبو تريكة” الذي قال بصريح العبارة في قناة “بين سبورت”: “عقد رونالدو مع النصر كم؟ سنتين بعد السنة الأولى راح يمشي ويطلع والزمن بينا”.
على ماذا استند “أبو تريكة” في رأيه هذا؟
ولماذا سنة وليست أقل أو أكثر؟
إن تعاطيت مع رأيه بالمنطق لتحلله، لن تصل لشيء، لأن الآراء متنوعة بتنوع عقول البشر.
ما يهمنا هنا هو “العقل المتعصب” الذي يصعب النقاش مع صاحبه، لهذا لم يفهم المذيع وضيفه الآخر على ماذا بنى “أبو تريكة” رأيه، فأغلق المذيع النقاش.
ولكن ما الذي جعل “عقل أبو تريكة” متطرفًا لهذا الحد؟
باختصار لديه موقف تجاه كل ما هو سعودي لأسباب يعرفها الكثير، لهذا يقف مع الآخر ضد كل قضية أحد أطرافها السعودية.
المحزن أن بعض المشجعين السعوديين يتناقلون تصريحه بمواقع التواصل من باب المناكفات بين المشجعين، معتقدين أنه ضد النصر، دون أن يعرفوا أن رأيه لا دخل له بالمناكفات الرياضية ولا بالانتماءات والتشجيع الرياضي، بل بالسياسة، فهو ضد وطن “المملكة” وليس جزءًا من “النصر”.