2023-01-16 | 23:39 مقالات

النخب الرياضية

مشاركة الخبر      

غالبًا ما يُقصَد بـ “النخبة الرياضية” الطبقة العليا، أو صفوة المجتمع الرياضي التقليدي، ذات الاهتمام الاجتماعي الأعلى في أي مجتمع إنساني.
والنخبة، هم قادة الفكر الرياضي، والرأي العام، والمؤثرون فيه، وذوو الملاءة المالية، ويشكِّلون عادةً اتجاهات الرأي العام، وتوجُّهات المجتمع الرياضي، ويحظون بتفوُّق مادي ومعرفة قريبة ببواطن الأمور! وقد تكون بعض هذه النخب ذات تأثير، أو نفوذ ثقافي، أو فكري، أو مادي، أو اجتماعي متفاوت.
ومن المعلوم أن الجمهور الرياضي في عمومه، هو العاشق الكروي الأول والقديم في مختلف البلدان، وهو من أهم الجهات والمؤشرات والأحداث والتطورات التي تسهم في “قولبة” الأنشطة الرياضية وتطويرها ودعمها في عالم الأندية الرياضية في أنحاء المعمورة. وقد يرى بعضهم أن ذلك “محض توقعات” واجتهادات، لا يسندها واقع، أو معطيات واضحة في عالم رياضتنا المعاصرة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن القول إن الأندية الرياضية العربية تمثِّل اليوم “أنماطًا”، ليست بعيدةً عن بعضها من هذه التوجهات القوية والمؤثرة في “معتركها” وتنافسيتها الرياضية المعاصرة في أرجاء العالم العربي على الأقل.
تشير الإرهاصات والأحداث والأدلة والتوجُّهات الرياضية بكافة أشكالها وميولها إلى أن ما يسمَّى بـ “الدعم” في صفته العامة وربما المحدَّدة “مثالٌ صارخٌ” على توجُّهات النخب الرياضية المتنفذة في بعض البلدان، فهي التي تيسِّر سبل التفوُّق والنجاح لفرق بعينها على ما يبدو!
في بعض أنديتنا، وحتى عهد قريب، حظي بعضها بنفوذ “نخبوي” واضح وقوي طوال عقود، مقابل ما تقدمه هذه النخب من “دعم مادي ومعنوي ولوجستي”، وظل هذا الوضع المهيمن سائدًا حتى عهد قريب، حيث تحوَّلت قمة النفوذ والأندية إلى “جهة رسمية”، تملك صلاحيات واسعة، “سيطرت” من خلالها على شؤون الأندية الرياضية وأنشطتها، وتلاشى وجود النخب السابقة تدريجيًا، أو كليًّا، وانحصر تأثيرها في عدد محدود جدًّا من الأندية المحلية!
أسهم هذه التغيير الجوهري العميق في تغيُّر مراكز القوة والسيطرة في الأندية، وأدَّى إلى تحوُّل “الرياضة” من “كيانات رياضية” جماهيرية شبه مستقلة، إلى تبعية شاملة جامعة للجهة الرسمية، التي حلَّت، بدورها، مكان النخب الاجتماعية السابقة، ومن ثم تغيَّرت مراكز السلطة والقرار والتوجُّهات في هذه الأندية، التي تحوَّلت إلى منشآت رسمية تابعة، تعمل في إطار اللوائح والأنظمة الرياضية الحديثة!