هنا
وهناك
لا شكَّ أن فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس الأمم الآسيوية 2027 ما هو إلا دليلٌ واضحٌ على أن المملكة أصبحت واجهة الأحداث الرياضية، إقليميًّا وعالميًّا، وذلك يتجلَّى في انسحاب الملفات المنافسة إدراكًا منها لقوة الملف السعودي، الذي شمل في طياته أبعادًا أكثر بكثير من تنظيم بطولة كرة قدم.
لا يمكننا أبدًا أن نتجاهل حدثًا مهمًّا آخر، وهو ترشُّح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، وهو من العرب القلائل الذين ترشَّحوا لهذا المنصب، ما يؤكد أن لدينا كفاءات إدارية وقيادية فذَّة في الوسط الرياضي، تنتظر فقط الفرصة، لتسهم في التمكين الرياضي للوطن، انطلاقًا من الرؤية الأهم لرائده الملهم.
المشاركة المونديالية الثالثة للهلال، تعدُّ الأصعب له من وجهة نظري، كونها تأتي وسط ظروف فنية معقَّدة للفريق، فنحن نتحدث عن إصابات، وغيابات، وعقوبات، وهبوط عام في مستوى معظم النجوم، وعلاقة مهزوزة بين الجهاز الفني واللاعبين من جهة، وبين الأول والجماهير من جهة أخرى، وأرى أن اكتفاء الهلال بالمنجز ذاته الذي حققه في المشاركتين السابقتين، سيكون بطولةً بحد ذاتها في أعين الهلاليين وسط هذه العاصفة السوداء.
ما زال رونالدو حديث الساحة، وما زال المراهنون على نجاحه أو فشله يتصدرون المشهد في دورينا، لكنَّ الفرنسي رودي جارسيا أصبح أكثر المتضررين من هذا الوضع، كونه المتهم الأول بعدم بروز النجم البرتغالي خاصةً، والفريق النصراوي كاملًا بشكل عام، فهو المدرب الوحيد الذي يملك قوةً عناصريةً مثل هذه، لكنه ما زال عاجزًا عن توظيفها بالشكل الصحيح.
رباعية الأخدود في مرمى الأهلي، كشفت الكثير من النفوس المريضة التي كانت تنتظر سقطة الإدارة، لتُخرج ما فيها من غلٍّ وحقد، وأرى أن صفعة الأخدود، جاءت في وقتها، لتوقظ مدربًا، اكتفى بتمرينين فقط قبل اللقاء بعد أن استمتع مع لاعبيه بإجازة، طالت عن اللازم، في إشارة واضحة إلى عدم احترام الخصم، إضافةً إلى قناعات فنية، ليس لها أي تفسير، لكنَّ ذلك كله لا يعني أن الإدارة قد فشلت، أو أن اللاعبين لابدَّ أن ينسَّقوا من الفريق، ولا يعني أبدًا إقالة الجهاز الفني.
ليس من عادتي أن أكتب مقالًا، أسرد فيه أحداثًا متفرقة، لأنني أفضِّل الحديث دائمًا عن قضية رئيسة جوهرية، تكون هي صلب المقال ومحوره الثابت، لكنَّ سباق الزمن، وتسارع الأحداث من حولنا، أجبراني على أن أوضح لكم رأيي حول الأحداث التي جرت هنا وهناك.