مدربون
أم متدربون!
التدريب في كرة القدم مسألةٌ معقَّدةٌ، ومختلفةُ الطابع، ومدرب كرة القدم شخصٌ ذو “خبرة عالية” في مجال كرة القدم، ويستطيع من خلالها قيادة فريق ما بصورة مقبولة جماهيريًّا حتى يحقق الانتصارات والبطولات.
ويعدُّ المدرب الشخص الأكثر أهميةً بأي فريق، في تدريبه، وخبرته المهنية، وقدرته على وضع الخطط، واختيار تشكيلة الفريق الأفضل للمباريات، وتبديل اللاعبين، واعتماد أفضلهم أداءً وخبرةً وجاهزيةً لخوضها.
وتتضمَّن مهام المدرب في أي ناد محترف المسؤولية عن إعداد اللاعبين للمباريات، ووضع تشكيلتهم، وتخطيط الاستراتيجية، وإعطائهم التعليمات على أرضية الملعب وخارجه، وتحفيزهم، “وطلب بيع” وشراء عقودهم في سوق الانتقالات، بالتعاون مع إدارة النادي، ومواجهة الإعلام والجماهير في المقابلات الرسمية والشخصية.
وليس كل مَن مارس كرة القدم، يمكنه أن يصبح مدربًا، وإنما يقوم تأهيلُ مدربي كرة القدم على الممارسة والتجربة والخبرة، والتدرُّب والدراسة والاطلاع، ومتابعة تطورات كرة القدم فنيًّا وميدانيًّا وسلوكيًّا، والتدرُّج في فنون التدريب الرياضي، ومتابعة وتعلُّم أنجع الطرق للتدريب الاحترافي، واستيعاب الخطط والأساليب الكروية العصرية عبر دورات متخصِّصة، ودراسات وممارسات مضنية حتى الحصول على الشهادات المؤهِّلة لممارسة التدريب الاحترافي.
مرَّ على “الأهلي” كثيرٌ من المتدربين والمدربين، كحال الأندية الأخرى، وعانى النادي مرارًا وتكرارًا في عملية اختيار المدرب المناسب لفريق كرة القدم، وعدم “القدرة” على اختيار مدرب “كفؤ” لتدريب الفريق الأول، ووقع “الأهلاويون” في حلقة مفرغة من تخبطات الاختيار، وتدهور أداء الأهلي، وتكبُّد الكثير ماليًّا وفنيًّا وميدانيًّا وجماهيريًّا خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهي مشكلة تزامنت مع ضعف عمليات اختيار الإدارات واللاعبين الأكفاء في عمليات “اجتهادية” وعشوائية في السنوات الخمسة المنصرمة باستثناء فترة المدرب جروس الأولى.
وما زالت كرة القدم الأهلاوية “تتخبط” جراء الإخفاقات المتواصلة من المدربين والمتدربين، واللاعبين غير المؤهلين، وعدم القدرة على صناعة الفارق، وتحقيق بطولات أو مراكز فنية مقنعة. وتسير خطوات ونتائج المدرب الأهلاوي الحالي بالاتجاه نفسه، على الأقل حاليًّا، عطفًا على بعض المباريات التي خاضها الأهلي أخيرًا، بصرف النظر عن النتائج! ويعدُّ المدربون “أكثر” الرياضيين “أهميةً” في أي نادٍ، وأول ضحية عندما لا ترتقي الفرق للتوقعات، ولا تحقق النتائج المرجوَّة.. والمدربون مع أهميتهم للنادي، هم أول المطرودين من المسؤولين عندما لا تسير الأمور بشكل مقنع، وهم عادة شماعة الخسائر واللوم!