إعادة هيكلة
كرة القدم عبر الكتاب الأبيض
في أبريل 2021 كشف 12 من أكبر الأندية في أوروبا بما في ذلك أرسنال وتشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام، عن خطة لإنشاء دوري أوروبي منفصل (السوبرليج)، الذي تعرض لانتقادات شديدة من قبل المشجعين والهيئات الإدارية، وانسحبت الأندية الإنجليزية في النهاية ومن الصعب جدًّا أن تعود من جديد إلى هذه البطولة التي تم دفنها منطقيًّا، بعد انسحاب الأندية الإنجليزية عن البطولة، على الرغم من استمرار ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس حتى الآن في الانفصال.
منذ ذلك الإعلان دخلت الكرة الإنجليزية في مرحلة جديدة في تاريخ كرة القدم بقيادة المشجعين، الذين ضغطوا وبقوة على الحكومة البريطانية لإعادة هيكلة كرة القدم في بريطانيا، التي لم يعد صياغتها منذ الإعلان الحكومي عام 1991م، عندما تم وضع أسس الكرة الإنجليزية حينها، وهذا الضغط أجبر الحكومة البريطانية لإطلاق مراجعة شاملة بقيادة المشجعين لكرة القدم الإنجليزية بقيادة وزير الرياضة السابق تريسي كراوتش.
ومن المنتظر أن تعلن الحكومة البريطانية خلال الأيام المقبلة عن الكتاب الأبيض ـ مسودة قرار ستطرحها الحكومة البريطانية ـ الذي سيكشف لنا التعديلات الكبيرة في كرة قدم إنجلترا بعد دراسة طويلة بين الحكومة وقادة المشجعين لكل الأندية البريطانية، وقد يكون أبرز تعديل سيصدر هو قيادة رابطة البريميرليج، حيث ستكون بواسطة لجنة تابعة لحكومة بريطانيا وليست لجنة البريميرليج الحالية، وهذا أمر بحد ذاته سيعني إضافة قوة محايدة في البريميرليج، بجانب قيادة الرابطة والأندية، حيث تقوم لجنة البريميرليج الحالية بصياغة القواعد والقوانين وغيرها من الأمور التشريعية.
ومن الأمور المهمة التي بحث المشجعون عنها كثيرًا وتحديدًا الأندية التي تتواجد بالدرجات الأقل، إمكانية منع عمليات شراء الأندية إذا لم يتمكن الملاك الجدد من إثبات مصدر ثروتهم، حيث إن هذا الأمر أطاح بديربي كاونتي وبلاكبول والعديد من الأندية بالدرجات الأقل، بسبب عدم وضوح الأمور المالية للملاك الجدد.
وأيضًا سيشير الكتاب إلى العقود التجارية وتنظيمها، ومن المتوقع أن يوصي بحظر الرعايات من شركات المراهنات، التي قد تسبب أضرارًا كبيرة للأندية بالدرجات الأقل، فمن المتوقع أن يكون تطبيق القرار تدريجيًّا بخطة طويلة.
وسيمنح الكتاب الأبيض سيطرة أكبر للحكومة البريطانية والمشجعين على كرة القدم في بريطانيا التي أصبح من يملك أنديتها في غالب الأمر مستثمرين أجانب، وتبين خطر ذلك للحكومة والمشجعين بعد إعلان السوبرليج الشهير الذي كاد أن يدمر كرة القدم بأكملها في بريطانيا.