لا تعلموا
الصغار الكذب
صدر قرار تأديبي من “الاتحاد السعودي للتايكوندو” ضد نادي الاتحاد ببطولة المملكة التأهيلية للبراعم، بعد أن تبين لهم مشاركة لاعب نادي الاتحاد ببطاقة لاعب آخر، بعد أن تم تغيير جنسيته ورقم هويته وتاريخ ميلاده.
وكانت العقوبة:
استبعاد فريق نادي الاتحاد من البطولة وتغريمه، إيقاف المدرب نايف النهدي وإداري الفريق حمد الدعجاني عامًا وغرامة “10 آلاف ريال”.
الحق يقال: العقوبة أقل مما حدث، كذلك إلى الآن لم تتحرك الوزارة بعد هذا الخبر الصادم “على الأقل الصادم لي”، لأن ما حدث لا يدخل ضمن عملية تزوير قام بها كبار فيما بينهم، بل عملية تدمير لأخلاق البراعم/ الأطفال.
فالآباء والمجتمع لا يعلمون الطفل معنى الكلمات فقط، بل والانفعالات النفسية اتجاه كل كلمة، ومثل هذا الفعل الذي يقوم به الكبار أمام الصغار، وكأنهم يقولون لهم: لا بأس بالتزوير لتحقق مصالحك.
وبهذه الطريقة نؤسس ضميرًا للطفل، يقبل بالتزوير، وسينام قرير العين ليس لأنه فاسد، بل لأن الكبار لم يؤسسوا له ضميرًا يؤنبه إن قرر التزوير.
أذكر قصة لأحد الطلاب المبتعثين “فاهد” كان قد ظهر معي في برنامجي “وسع صدرك”، وكان البرنامج عن “ما العادة التي أعجبت المبتعث ويود إحضارها معه للوطن”.
وكانت قصة “فاهد” قائمة على اتفاقية بينه وبين طفلة لعائلة كندية يسكن عندهم، على أن يقول هو من كسر الكوب، حتى لا تعاقب الطفلة.
بعد يوم لم تحتمل الطفلة تأنيب ضميرها، فاعترفت لوالدتها باتفاقيتها مع “فاهد”.
اجتمعت الأم مع “فاهد” الذي كان يظن أن ما فعله خير، وستشكره الأم عليه، لكن الصدمة التي حدثت “لفاهد”، أن الأم قالت له: “صحيح أنك طيب، وربما لم يسكن معنا شخص مثلك، ولكن أنا أعلم ابنتي 11 عامًا لتقول الصدق، وأنت تريد أن تعلمها الكذب، فرجاء أمامك 24 ساعة لتبحث عن سكن جديد لك”.
وكانت تريد أن تقول: هناك قيم لا يمكن لنا أن نسمح بإخلالها، لتصبح من المقدسات عند الأطفال.
لهذا أقول: لا يمكن السكوت عما حدث، وأن على الوزارة أن تحقق بالموضوع، وأن يتم إبعاد المتسببين عن الرياضة مدى الحياة، وإن كان أعضاء مجلس إدارة الاتحاد ضالعين بالموضوع يبعدون أيضًا، وأن يعلن سبب طردهم ليس انتقامًا منهم، بل لنؤسس ضميرًا للأطفال يرفض التزوير.