«تاليسكا كحمد الله» إن انتقل أحبه «الحلف الثلاثي»
كتب أحد إعلاميي “الحلف الثلاثي”: “واضح أن عبد الرزاق حمد الله مسبب لهم أزمة، وفي كل مرة يرد عليهم وينتصر داخل الملعب وخارجه”، وهو نفس الإعلامي الذي كان لديه نفس الأزمة حين كان “حمد الله” في النصر، فمع كل قضية كان يدينه، وإن ظهرت براءته، لمّح بوجود “واسطة تحميه” من العقوبة.
المضحك أن الحلف الثلاثي رغم اتهامهم لاتحاد الكرة بمجاملة النصر، أو خوفه منه “الأيادي المرتعشة”، لم يطالبوا بإسقاط أعضاء اتحاد الكرة، بل يرونهم أهلًا لإدارة دفة الاتحاد 4 سنوات “رغم أياديهم المرتعشة”.
أعود لما بدأت به، لأسأل: ما الذي جعل إعلامي “الحلف الثلاثي” يغيّر رأيه “180 درجة”، بعد أن كان يشن حربًا بلا هوداة على “حمد الله” وهو في النصر، وأنه غير منضبط وصاحب مشاكل ولا مبالٍ، وحين رحل من النصر، أصبح هذا اللامبالي ـ على حد زعمهم ـ نموذجًا للانضباطية والأدب، فما الذي تغيّر؟
أو لماذا يرى “الحلف الثلاثي” أزمة بعض إعلام النصر مع “حمد الله” الاتحادي، لكنهم لم يروا أزمتهم حين كان “حمد الله” في النصر، ولا أزمتهم الآن في الحكم عليه، فيبرئون “حمد الله” من كل شيء، بعد أن كانوا يدينونه بكل شيء؟
أعتقد أن الإنسان إن احتكم إلى عاطفته، وجعلها مرجعًا نهائيًّا للحكم على الأشياء، يفقد بوصلة العدل.
فالعاطفة ليس لها القدرة على تحليل وتفسير الأمور بعقلانية. فهي تحب أو تكره دون أن تقدم لنا أسبابًا منطقية لماذا أحبت هذا، ولماذا لا تحب، أو تكره الآخر؟
كذلك نحن لا نستطيع عقلنة “عاطفتنا”، أو التحكم بها لنحدد لها من تحب، وإلا لأحب الأم والأب أولادهما بنفس الدرجة دون ميل عاطفتهما إلى طفل عن آخر.
والأم/الأب العادل هو من يحيّد عاطفته في الحكم بين أولاده حتى لا يظلم أحدهم، فيما الأم/الأب إن احتكم لعاطفته في تحديد من أخطأ أو من أصاب، سيظلم طفلًا، ويصنع طفلًا مدللًا، ويخلّف عداوة بين أطفاله لزرعه الغيرة دون قصد منه.
وهذا ما يحدث لنا حين نجعل عاطفتنا مرجعًا لنا في رؤية “الحق، الخير، العدل”.
خلاصة القول:
من حقك أن تحب “أي نادٍ أو حمد الله أو تاليسكا، ومن حقك لا تحبه، أو حتى تكرهه، ولكن لا تجعل عاطفتك مرجعًا لك للحكم على الأمور، فتظلم من تحب لأنك لن ترى خطأه لتصلحه، وتظلم نفسك حين لا ترى فضيلة الآخر، فلا تتعلم منه.