(أبها)
رجال أعمال
لا يمكن لك أن تتخيل التغير التنموي الذي تشهده منطقة عسير.. إذا كنت لم تزرها مثلي منذ أكثر من خمس سنوات.. إذًا لا يمكن لك أيضًا أن تتخيل.. ما ستكون عليه في 2030م.
زرت أبها وتجولت في خميس مشيط عام 2016. أتذكر كيف كانتا في محاولة تنموية ليست السريعة أو البطيئة. رغم ضخامة أسماء رجال الأعمال المعروفين على مستوى الوطن، من قاطنيها أو المنتمين إليها. كنت أتساءل:
لماذا رجال أعمالها غائبون عن الكثير من متطلباتها؟
وهي عسير التي وضع فيها الأمير الشاعر والرائد خالد الفيصل (شفاه الله) شيئًا من روحه وفكره وعمره. وأخلفه على إمارتها ابن الملك الصالح. الأمير فيصل بن خالد. الذي أكملت أعماله شيئًا من سجادة نسيجها.
اليوم بعد هذه السنوات.. عدت إلى المنطقة تلبية لدعوة كريمة من رائد فكرة ربط الرياضة بالسياحة، العزيز ناصر الشقيري تحت مظلة غرفة أبها للتجارة. مع نخبة من الدكاترة والزملاء بين قوسي (منتدى أبها للسياحة والرياضة والإعلام). عدت وفي مُخيلتي أنني ساجد ذات الصورة الذهنية السابقة: لا جديد في أبها.
أصدقكم القول: صُدمت. وذُهلت دهشة وإعجابًا بما شاهدته ليس من تطور، بل من تحولات سريعة في البنى التحتية. والجمالية. والاقتصادية والترفيهية. بل والاجتماعية.
يا الله على أبها والخميس المتنافستين على جمال الأماكن التي تلبي كافة متطلبات الشرائح من سكان أو زوار: من مطاعم وكافيهات. زيادة في عدد الفنادق ونوعيتها. تعدد المراكز التجارية.
أعترف لكم أكثر.. طوال أيام تنقلي نهارًا أو ليلًا.. وعينيّ ترصدان التنوع البصري العصري الذي يتشكل أمامي في الحجر والبشر مع الحفاظ على الأصالة الجنوبية. أتذكر أمير المنطقة الشاب النشط المتقد الأفكار. سريع القرار الأمير تركي بن طلال. وأتساءل إعجابًا: ما هذا الجمال الذي أحدثته في سنوات قليلة؟ بطل بمعنى الكلمة.
أيضًا جمعتني ليلة من ليالي عسير برجل الأعمال وأحد أعيان المنطقة ذي المشاريع العصرية المنتشرة في المنطقة (أحمد آل جلاله) الذي قال: توجهات الدولة شجعتني مثل كثر من أبناء المنطقة المتواجدين فيها أو خارجها على فتح مشاريع كُثر. وضحكنا معًا وهو يؤكد: رأس المال لم يعد جبانًا كما يقال.
لذا لو كنت رجل أعمال ولست إعلاميًا (كادحًا قادحًا) تطاردني ألسنة الآخرين والغرامات بنفس القدر الذي ينفر المال مني. لكنت أول المتباهين بالاستثمار من خلال الانتقاء من صندوق جواهر منطقة عسير (17 محافظة).
الغد هناك فاذهبوا اليوم.