المؤامرة وتكييف
«Thank you»
كانت القضايا الواضحة كقضية “طارق حامد” قبل “الإنترنت ومواقع التواصل”، لا يحدث تضخيم لها، وإن تراشق البعض بالصحف والبرامج، يستخدمون مغالطة “وأنت كذلك”، أي اعتراف ضمني بخطأ لاعبهم مع اتهام لاعب الآخر أنه مثل لاعبهم.
أما في عصر الإنترنت ومواقع التواصل، فالجماهير فرضت ثقافتها بقوة “الحرب خدعة”، فخضع جل المثقفين والإعلاميين والمحامين لها، وشاركوا بعملية التضليل لكسب رضا الجماهير. إذ ردد بعض الجماهير لا تظلموا اللاعب لقد قال “فلاديمير Thank you”، بعد أن عبثوا باللقطة المنقولة على الهواء مباشرة لتزييفها، فتبنى إعلاميون الكذبة وروجوا لها، فقال أحدهم “لا تظلموا اللاعب خافوا الله”.
مشجعون رددوا “لا يحق للجنة أن تتدخل طالما لم يسجل المراقب الواقعة”، فردد محامٍ نفس كلامهم، مع أن من واجبه أن يصحح لهم، بأن اللائحة تنص على تدخل اللجنة “لمعاقبة المخالف إن لم ينتبه له أحد من مسؤولي المباراة”.
مشجعون رددوا الكلمة تعني “تبا لك”، واستشهدوا بترجمتها بالقنوات، فتبنى مثقف رأيهم، دون أن ينبههم أن القناة ملزمة باحترام ذائقة المشاهد ولن تترجم الشتائم حرفيًّا.
مشجعون رددوا “لا يحق للقناة الناقلة تشغيل الميكروفونات”، وأن هناك مؤامرة لإيقاف الفريق”، فتبنى محامٍ هذا الرأي وردده، مع أنك طوال المباريات تسمع صوت الجماهير فكيف ردد محامٍ هذا الرأي الساذج؟
أما المؤامرة فهي تحتاج لإثبات متى اجتمع واتفق المتآمرون؟
للتوضيح المتآمرون هم:
الجمهور الذي قرر أن يصمت في تلك اللحظة ليسمع صوت “طارق”، والمخرج الذي نقل البث للكاميرا بأرض الملعب، “وفلاديمير الذي قرر أن يمر في نفس اللحظة من أمام فريق الاتحاد، ولسان “طارق حامد” الذي خانه وتآمر معهم، فقال “فلاديمير Thank you”.
رغم سذاجة التضليل الذي فرضه “الجماهير”، إلا أنه حقق هدفه، ورضخت “اللجنة” له، الشاهد التكييف الخاطئ للقضية، إذ جاء قرار اللجنة: “ثبوت مخالفة لاعب الاتحاد طارق حامد للمادة “48-2-1” من لائحة الانضباط.
والمادة تقول “مباراة واحدة للعب العنيف وبخاصة في حالة استعمال العنف المفرط، مع غرامة مالية قدرها 10 آلاف ريال”.
أما التكييف الصحيح للعقوبة بالمادة “48-3-1” التي تتحدث عن استخدام ألفاظ بذيئة “وعقوبتها مباراتين وغرامة 20 ألف ريال”.
بقي أن أقول:
إن استمر “المثقف والمحامي والإعلامي” في الخضوع “لتغول الجماهير”، ولم يقوموا بدورهم “نشر الوعي”، وخضعت اللجان للضغط الهمجي، ولم تطبق لوائحها، فالغالبية سيشاركون بتدمير “كرة القدم” التي يحبونها.