حتى تكتمل الصورة
وسَّع الدوري السعودي الفارق بينه وبين جميع الدوريات الأخرى في آسيا، وفي محيطنا العربي، ولم يعد هناك مجالٌ للمقارنة بينه وبين أي دوري آخر في القارة، أو مع الدوريات العربية بشهادة المنافسين أنفسهم، مودِّعًا بذلك المقارنات السابقة التي تربط بين دورينا وأي دوري عربي، أو آسيوي.
الوصول إلى هذا الفارق والأفضلية، لم يكن وليد الصدفة، ولم يحدث بين يوم وليلة، بل جاء وفق خطط التطوير الممنهج الذي تقدمه “رؤية المملكة” في كافة المجالات.
الحديث عن أفضلية الدوري السعودي، ليست مرتبطةً فقط بوجود لاعبين أجانب بقدرات كبيرة، مثل كريستيانو رونالدو، بل وجاءت أيضًا حسب معايير التنافس، ونسب المشاهدة، وعدد دقائق اللعب أثناء اللقاء، وهي أمورٌ قد ترتفع وتتضاعف مع حضور لاعبين عالميين حسب المتداول والمتوقَّع، وحسب المعلن أيضًا من قِبل مسؤولي الرياضة.
ووسط كل هذه النجاحات التي يحققها الدوري السعودي، تبقى هناك متطلباتٌ أخرى، تعزِّز هذا الحضور، وتجعل للدوري هويةً واضحة، في مقدمتها توحيد طريقة نقل المباريات، وأقصد بذلك الإخراج التلفزيوني لها، ففي الدوريات العالمية الكبرى، نلاحظ هويةً واضحةً لكل الدوري، ومن خلال اللقطات السريعة لأي لقاء فيه، حتى إن لم يكن بين فريقين من الفرق الكبيرة المعروفة، تستطيع أن تميّز سريعًا أن هذه اللقطة من هذا الدوري، إذ إن هناك هويةً واضحةً له، وطريقة إخراج موحَّدة لجميع مبارياته، خاصةً في الدوريات الكبرى، فالدوري الإسباني مثلًا تختلف طريقة إخراج مبارياته عن إخراج مباريات الدوري الإنجليزي، وكذلك الحال مع بقية الدوريات الكبرى في أوروبا، فكل دوري صُنعت له هويته الخاصة به.
هذا ما نريده، ونطالب به، فكل مقومات توحيد هوية الإخراج، يمكن توفيرها، وتوحيد كاميرات النقل، وزوايا اللقطات، طالما أن الجميع يسير في اتجاه واحد، وهو تحقيق الأفضلية على مستوى القارة، والاتجاه نحو دوري عالمي بهوية موحَّدة.
المقومات التي يمتلكها الدوري السعودي على الصعيد الفني، تسير به، بخطى كبيرة، نحو ارتفاع مستوى المنافسة بين جميع فرقه، وارتفاع نسب الحضور الجماهيري، وزيادة عدد اللاعبين العالميين في الدوري. كل هذه مقومات نجاح، تصنع أرضيةً صلبةً لعمل تكاملي، يحقق الهوية الثابتة لدورينا، ولن يتحقق ذلك دون رسم هذه الهوية من خلال النقل التلفزيوني الموحَّد والثابت لجميع المباريات.