صفعة رينارد: متى تواجه
يا اتحاد الكرة؟
فسخ المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لعقده الذي تم تجديده قبل كأس العالم 2022 في قطر لأربع سنوات أخرى (2027) قائدًا للمنتخب السعودي، يُعطي دلالة على عدة مؤشرات، ليس أقلها فشل المشروع الوهمي الذي خُدعنا فيه أربع سنوات ماضية دون أي منجز فريد، إلا إذا كان تكرار التأهل إلى المونديال للمرة السادسة هو المشروع الذي صور لنا من قبل اتحاد الكرة؟
الآن لا أعلم. من الذي صفع الآخر بوضع (فرملة) على خديعة التجديد المملة بين الطرفين؟ لكن الكاسب المؤقت حاليًا.. أعتقد هم صقورنا الخضر، المحتاجة إلى دماء جديدة، روح مختلفة، رؤية أوسع، لتحلّق في سماءات تنافسية قارية ودولية عدة تنتظرهم. أما ما أنا قلق منه فهو استمرار ذات (فكر) اتحاد الكرة بنفس الرؤى والآلية التي يُدار بها المنتخب الأول سابقًا، طالما هي نفس الأسماء التي تدير المنظومة وتضع الاستراتيجيات وتصدر القرارات!
لا نريد اتحاد كرة يُطالب منظومة الأندية تحت مظلته بالوضوح والشفافية معه ومع جمهورها، وهو لا يواجه الشارع الرياضي في شأن يتعلق بمنتخب بلاده! كما حدث بعد الخروج من مونديال قطر، تُرك الإعلام والجمهور مثل النار، يأكلون أنفسهم إلى الآن حول الأحداث.
لا نريد اتحاد كرة يُطالب وسائل الإعلام والإعلاميين بالموضوعية، وهو لا يتعامل أيضًا بموضوعية مع الأحداث التي يتعاطونها أو يطرحونها، أو يتعامل بتباين بين الوسائل أو الإعلاميين! وأن يستغل فرصة رحيل الفرنسي، ويصدر بيانًا توضيحيًا ويتجاوب مع الاستفسارات، ويتوقف عن طريقة: اشربوا من البحر.. لن نعلّق!!
لا نريد اتحاد كرة يرى نفسه أمرًا واقعًا لا بد أن نتقبله ونرضى به، ونتائج عمله على مستوى إدارة المنظومة.. المنتخبات.. اللجان العاملة.. دوري المحترفين.. ركيكة.
السقوط المفاجئ لجسر مدرب المنتخب الأول بالاستقالة (فسخ العقد) من طرف واحد يجعلنا ننثر علامات التعجب وننصب الاستفهامات أمام رئيس اتحاد الكرة ومجلس إدارته، ونفتح كافة الملفات السابقة أو المستقبلية، طالما تجديد ولايته حتمي على كرتنا.. حتى لو بالتزكية للمرة الثانية على التوالي، في أعجب سيناريو انتخابي لاتحاد كرة في العالم!!؟
ما علينا.. الأهم هو (الاستقرار) وإن كان على حساب حسابات كثيرة.. لم يخرج فيها المسؤولون عن الأندية أو الإعلاميون أو الجمهور بحل للعديد من الـ (لوغاريتميات) الكروية.. وملابسات المنتخب ومدربه ليست آخرها!