2023-04-01 | 00:42 مقالات

جهاد اللياقة

مشاركة الخبر      

بكل تأكيد، العملُ على إنقاص الوزن بتفادي تناول ما لذَّ وطاب من الأطعمة، والضغط على النفس لممارسة الرياضة نوعٌ من مجاهدة النفس عمَّا تحب، ومجاهدة الظروف العملية والاجتماعية التي تعيقك عن ممارسة الرياضة.
والجهاد في أي مجال، يحتاج إلى عزيمة كبيرة جدًّا، تساعدك على النظر بأهمية أقل للذيذ من الطعام، والنظر بأهمية أكبر للأداء الحركي الرياضي.
أهمية أن تكون بلياقة بدنية جيدة، لا يقتصر فقط على جمال الشكل، بل ويتعدَّى ذلك بكثير، ليكون مهمًّا لتفادي كثير من الأمراض المتعلقة بالسُّمنة، وزيادة السُّكر في الدم، ومهمًّا لعمل جميع أعضاء الجسم بشكل صحيح، بدايةً من القلب، مرورًا بالقدرة على التنفس الصحيح، ووصولًا إلى الكبد والبنكرياس والكليتين والمفاصل.
المشكلة أن الكلام أعلاه لا يؤثر في غالبية مَن يقرؤونه حتى يصيبهم طارئ صحي، يجبرهم على ذلك، لكن المهم هنا أن نعلن، أن صحة “القلب” تتعلَّق بشكل مباشر بلياقتك البدنية، وأن نسبة النجاة من الأزمات القلبية بأنواعها، ترتفع طرديًّا مع ارتفاع لياقتك البدنية، والعكس صحيح، أي أن الجهد البدني الذي تقوم به الآن عبارةٌ عن رصيد بدني وصحّي، يساعدك وقت الحاجة إليه في حال تعرَّضت إلى وعكة ما، لا سمح الله، وهذا كلام أحد الأطباء المختصين.
يقول لي صديقي الطبيب: إن “صحة القلب تزدهر لدى الأشخاص الذين يتحركون مشيًا، أو هرولةً خفيفةً بين 20 ـ 30 دقيقةً يوميًّا على الأقل، طالما أنهم لا يدخنون، وهذا الازدهار، ينتشر لباقي الأعضاء عندما يتمُّ التقليل من تناول السُّكر ومرادفاته من نشويات وغيرها”. ويضيف: “من أكبر المشكلات التي تعيق الناس عن ممارسة الرياضة اعتقادهم بأن قرار ممارسة الرياضة يجب أن يكون قرارًا مصيريًّا، يتطلَّب استعدادًا استثنائيًّا، لدرجة أن الشخص يبدأ بحمل همّ هذه البداية، وكأنه مقبلٌ على معركة! بينما المفروض أن يبدأ الشخص ممارسة الرياضة بتدرُّج وبساطة حتى لو كان مجرد مشي في مجمع تجاري، أو في جنبات الحي السكني، وبملابس عادية غير رياضية، وإن لم يستطع فعل ذلك يوميًّا، فلا بأس أن يكون كل يومين، أو حتى ثلاثة أيام، المهم ألَّا يجعل من البدء بممارسة الرياضة همًّا من الهموم الإضافية على همومه، ما سيؤدي إلى ملله منها، وتركها بشكل كامل، وهذا ينطبق على موضوع الامتناع عن تناول السُّكريات أيضًا، الذي يجب أن يكون بتدرُّج معقول”.
الدكتور ضد فكرة أن بلوغ المستوى اللياقي المطلوب للشخص العادي، يصل إلى مستوى الجهاد مع النفس، ويرى أنه قرارٌ بسيط لو تمَّ تطبيقه ببساطة وتدرُّج.