لقاء مع اللاعب القانوني والكاتب
إبداع الشخص ليس صفة مطلقة في كل المجالات هذه حقيقة لا تقبل الجدل، فمن أبدع لاعبًا ليس بالضرورة أن يبدع إداريًا أو مدربًا، وهذا الأمر لا يتقبله الجمهور بسبب الصورة الانطباعية عن هذا اللاعب.
لا يمكن أن تقنع النصراوي أن ماجد اللاعب النجم داخل الملعب لا يجيد الحديث محللًا (مثلًا)، ولا تستطيع إقناع الهلالي والأهلاوي أن الثنيان والمسعد لا يفقهان في خطط اللعب بقدر مهاراتهما داخل الملعب (مثلًا).
وهو ذات الأمر الذي ينطبق على توريث الموهبة، فبيليه لم ينجب ابنًا يرث عرشه، ومارادونا لا أظنه أنجب ابنًا يجيد اللعب أكثر من شقيقاته، وأجزم أن ابن ميسي حريف بصيد السمك، وابن كريستيانو عازفًا للبيانو.
ما أود إيصاله هو أن المثل العامي الذي يقول (ابن الوز عوام) ليس بالضرورة أن يكون صحيحًا، خصوصًا في توريث الموهبة، وليس كل من يجيد اللعب يجيد الحديث، فالسيقان لا يمكن أن تؤدي عمل اللسان.
في دهاليز رياضتنا وفي منابر إعلامنا لا مكان لهذه الحقيقة البتة، لأن الأمر يخضع للميول وليس للقدرات، فالمهم هو أن ينتمي الضيف أو الشخص الذي وقع عليه الاختيار إلى النادي الصحيح، ولا يهم أبكم هو أو فصيحًا.
لا أخفيكم أنني أخجل أحيانًا، وأنا أرى بعض نجومنا داخل الملاعب وهم يتحدثون في الاستوديوهات وأسأل نفسي هل هذا النجم بحاجة قبول عمل لا يتقنه بذات تاريخه كلاعب ليتحمل (الطقطقة) وكل المتاعب.
هو ذات الأمر الذي ينطبق على زملاء إعلام دعت الحاجة لقبولهم في البدايات لقلة التعليم وشح الإمكانات، وهم اليوم في أرذل العمر الإعلامي، ولازالوا يظنون أنهم مؤثرون، والحقيقة أنهم أضحوكة ولكنهم لا يعلمون.
لم يعدّ الأمر كما كان سابقًا في الأخبار تحت وطأة الاحتكار، لأننا نعيش زمن التخصص، إذ ليس من المعقول أن أرى اللاعب محللًا، أو مقيّمًا، والإعلامي كاتبًا وقانونيًا ومفتيًا، فمن خلق لاعب لا يمكن أن يكون إعلاميًا وكاتبًا.
وعليه فإن المسؤولية في هذا تقع على عاتق المنابر الإعلامية لعدم الدقة في الاختيار وما يخدم فكر المشاهد من المتخصصين بل والاكتفاء بمتعددي المواهب من الإعلام من أصحاب المطلوب وشهادات المعصوب.