2023-04-26 | 23:59 مقالات

لماذا كسب الأضعف ـ الوحدة؟

مشاركة الخبر      

قد يقول البعض “حظ صدفة” مع أنه لا يوجد شيء اسمه “حظ”، لكن البعض لا يعترف بجهله، وأنه لا يعرف الأسباب التي أدت لحدوث هذا، فيحيل الأمر لما لا يمكن إثباته أو نفيه “الحظ الصدفة”.
لنعيد صياغة السؤال: ما الأسباب التي إن اجتمعت أدت لفوز الفريق الأضعف فنيًّا؟.
هناك عدة أسباب منها عدم الجاهزية النفسية للفريق الأقوى فنيًّا، فبعض اللاعبين لا يعرف ما الحالة النفسية التي تصيبه حين يلعب مع فريق أضعف منه فنيًّا، التي يسميها علم النفس الرياضي بـ “حالة الاسترخاء”، إذ يعتقد اللاعب أن المباراة محسومة، ومجرد وقت “90 دقيقة” ويعلن فوزه.
هذه الحالة النفسية تجعل عضلات جسم اللاعب غير جاهزة لأداء مجهود قوي، وإن سجل الأضعف، أو دخل الشوط الثاني دون أن يسجل الأقوى وبسبب “ضغط جماهيره وغضبهم”، يدخل بعض اللاعبين في حالة توتر تسمى “حمى البداية”، فتصبح عضلات الجسم مشدودة لدرجة التوتر والتسرع، ويحدث خلل بالاتصال بين الدماغ مرسل الإشارات وبين العضلة المستجيبة للإشارة فيهدر الفرص، مع إهدار الفرص يدخل بحالة “استرجاع تجارب الفشل” فيتوقع فشله مع كل محاولة.
والمحترف الحقيقي تجده يعرف هذه الحالات، ويعرف آلية تعديلها، ليدخل نفسه بحالة تسمى “الجاهزية”، ففي حالة “الاسترخاء” يحاول تذكر الأمور والتجارب التي استفزته، ليخرج من هذه الحالة.
أما “حمى البداية” فتستعيد التجارب المفرحة، أو تستمع لما يهدئك.
ولكن ماذا عن الأضعف فنيًّا؟.
في الغالب الفريق الأضعف يدخل مرتبكًا لمعرفته بالفروقات الفنية، وقد يرتكب أخطاءً فادحة بالبداية. وهذا ما يجعل مدرب الفريق الأقوى يوصي لاعبيه بالضغط من البداية، وسرعة التسجيل، لأن مضي الوقت سيلعب لمصلحة الأضعف، فكلما مرَّ الوقت بدأت تتبدد حالة الارتباك، ويشعر الأضعف أنه ند، فيصبح اللاعبون مقاتلين شرسين. في بطولات خروج المغلوب يدخل عامل آخر يدعم صمودهم، وهو “الأمل” بتحقيق الكأس، فبعكس مباريات الدوري اللاعبون لا يصمدون كما يحدث بمباريات الكأس.
وهذا ما حدث للاعبي الوحدة، فبعد تسجيل الهدف ورغم الطرد كان الأمل بتحقيق الكأس حاضرًا أمامهم، فيما لاعبو النصر لم يكونوا جاهزين للمباراة فهزموا.

أخيرًا:
هل سيحدث للهلال ما حدث للنصر، ويفوز الأضعف بالكأس؟.
قد يقول البعض: “الصدفة” نادرة الحدوث.
ولهؤلاء أقدم لهم معلومة:
آخر 4 بطولات “كأس الملك”، فاز الأضعف بالكأس “التعاون ـ الفيصلي ـ الفيحاء”.
فهل الصدفة ستلعب دورًا مع الأقوى “الهلال” ويفوز، أم سيتعلم الهلال من خطأ النصر؟.