صراع
اللفة الأخيرة
الغموض الذي يكتنف الجولات الثلاث المقبلة لتحديد بطل دوري “روشن”، أو معرفة الهابطين إلى دوري “يلو”، هو سرُّ تميز الدوري السعودي وتفوقه وتقدمه في الترتيب والتصنيف على مستوى الدوريات العالمية.
الدوري السعودي لم يصبح بهذه الإثارة وحجم المشاهدة على المستوى الخليجي والعربي والعالمي من فراغ، أو صدفة، وإنما كان هناك عملٌ، بدأ قبل ست سنوات تقريبًا لتقديم الدوري السعودي بوصفه مشروعًا رياضيًّا ناجحًا، ينافس الدوريات العالمية، ولم يكن هذا سرًّا، فقد أعلن ذلك معالي المستشار تركي آل الشيخ حينها، مبينًا أن المستهدف أن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل عشرة دوريات عالمية.
لم يكن هذا المستهدف مجرد كلام عابر، أو أمنية، وإنما جاء فعلًا مشروعَ دولة، بدأ بتحرير الأندية من مئات الملايين، التي كانت تكبّلها، وسدادها بمكرمة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم جاءت خطوة زيادة عدد اللاعبين الأجانب لتضفي متعةً وإثارةً كبيرتين، وتمنح تقاربًا في النتائج والمستويات بين جميع الفرق، ولم تعد هناك مباراة محسومة، أو معروفة نتيجتها قبل أن تبدأ. وقد أسهم هذا القرار في حصول أندية التعاون والفيصلي والفيحاء على لقب كأس الملك، ووصول الوحدة إلى النهائي بعد 52 سنةً من آخر لقب حققه. بعد أن كانت تحقيقة من قبل الأندية التي من خارج المدن الرئيسة، أو غير الجماهيرية من المستحيلات لفارق الإمكانات الفنية والمادية مع الأندية المسيطرة على الألقاب.
ومن هذا الموسم دخل الدوري السعودي مرحلة مختلفة، وهي عملية استقطاب أسماء عالمية مثل كريستيانو رونالدو، وهذه البداية، وستلحق به أسماء عالمية أخرى. لذا الدوري السعودي تطور سريعًا من دوري تنافسي محلي قبل ست سنوات إلى دوري عالمي، تتسابق القنوات العالمية على نقله.
تحولات الدوري السعودي السريعة جزءٌ من تحولات عظيمة، يشهدها الوطن في كل مكوناته، وتحقيقٌ لرؤية مباركة نسير في ركابها، ونعاين نجاحاتها في كل جوانب حياتنا.
نعود الآن للسؤال الأهم والمتداول في كل مكان بعد أن انفض سامر المنافسة بخروج الشباب والهلال من سباق اللقب، وانحصر بين فريقين: لمَن سيذهب لقب دوري الموسم الجاري، للاتحاد الذي يمسك بصدارته، ويرفض التفريط بها، أم للنصر الذي فرط بكل الفرص السابقة، ويريد أن يستعيدها قبل اللفة الأخيرة؟