أنا والاتحاد
(نادي الشعب)
عندما أطلق الحكم صافرة نهاية مباراة الفيحاء، ليُعلن رسميًا: نادي الاتحاد بطلًا لدوري روشن السعودي لموسم 2022ـ 2023، كنت أقف بجوار بوابة النادي الرئيسة برفقة صديقي مجاهد السفياني الذي طفت برفقته شوارع العروس ونحن غاضون النظر في تفاصيل المواجهة عبر (الجوال) لطرد مخاوفنا والقلق من النهايات الصادمة.
ذكرى الموسم الماضي لم تفارق أي اتحادي.
كان هناك القليل من العشاق أمام البوابة المزينة بألوان النادي، يحملون الرايات الصفراء والسوداء. أولئك الذين طرأ على بالهم الحضور مثلنا بعد تسجيل وتأكيد الأسطورة رومارينيو أن عميد الأندية البطل رسميًا بالهدف الثالث.
ثم تحولت القلة إلى حشد ملأ درج الواجهة، وعلى صوت الأهازيج. ثم فتحت الأبواب الخلفية للملعب الرديف لاستقبال الجمهور.
يا الله على ذلك المنظر الذي سيظل عالقًا في ذاكرتي وأنا أشاهد التدفق البشر من جميع الشوارع المحيطة بهذا النادي الشعبي القابع على الشارع الذي يحمل اسمه (ليس هناك شارع يحمل اسم نادٍ غيره) تمنيت أن أملك كاميرا سينمائية تصور وترصد النبض الشعبي والملامح الممتلئة بهجة شباب وشابات وكبار سن وأطفال وصبيان برفقة أسرهم. الملعب الذي يحتضنهم كان ساحة لكل أنواع النشوة والفرح التي تعطشوا لها لسنوات طويلة. إنها لحظة للتاريخ.
المنظر أو المشهد الثاني الذي لا يمكن أن يفارق ذاكرة أي اتحادي، ليلة التتويج الرسمي بكأس الدوري أمام الطائي.
من نفاد الـ(62) ألف تذكرة في ساعات، رغم غلاء سعرها (200) ريال، مرورًا بمراسم التتويج والحفل الذي تلاه. وكيف أمتع وتمتع المدرج الأول بيوم سعده الذهبي. كما لم يتمتع غيره باللحظة ذاتها.
هل تريدون أيضًا أن أسرد لكم حجم الاستقبال التاريخي للنجم العالمي كريم بنزيما، الذي خطف الأنفاس ولفت أنظار العالم لعظمة الجماهير الاتحادية؟ أم نكتفي بلحظة كهذه سجلها التاريخ عالميًا.
الشاهد من كل تلك المناظر الخالدة واللحظات التاريخية، أن الاتحاديين إدارة ولاعبين وجمهورًا وأيضًا إعلاميًا، انتصروا على أنفسهم. عندما أيقنوا بقوتهم وآمنوا أن في (الاتحاد) نجاة. فأطاحوا بكل شيء يقف أمامهم. ولن يقف أحدٌ ندًا لهم لو استمروا على ذلك.