دورينا
صناعة سعودية
مرحلة التحولات الحاصلة حاليًا في الرياضة السعودية وخصوصًا بعد التعاقدات الكبيرة والمبهرة التي أبرمتها الأندية الحاصل صندوق الاستثمارات على 75 % من ملكيتها تحتاج لقراءة متعمقة في المشهد الرياضي والتعامل معه وفق رؤية القائمين والمنفذين لهذا المشروع الكبير، وليس حسب رغبات الجماهير وطلباتهم اليومية المتكررة.
في قراءة المشهد من الداخل يتضح أن المشروع مبني على قواعد صلبة، وهذا البناء جاء وفق أسس سليمة ومتينة ليستمر دون خوف من تصدع أو هدم، فالأساس في المشروع هو وضع الرياضة السعودية ممثلًا في الدوري السعودي ضمن أفضل 5 دوريات في العالم من حيث تواجد النجوم والمشاهدة والقيمة السوقية، وهذه الخطوة بدأت منذ قدوم كريستيانو رونالدو كأول خطوة، ثم استمرت الخطوات بقدوم نجوم عالميين آخرين كان آخرهم الساحر البرازيلي نيمار.
بهذه الصفقات التي تمت ضَمن القائمون على المشروع نقاطًا مهمة في مرحلة تحقيق مستهدف هذا المشروع، وهو أن يكون الدوري السعودي مسرحًا للنجوم العالميين في كرة القدم.
والنقطة الأخرى التي ستتحقق من خلال استقطاب اللاعبين العالميين هي ضمان “الفرجة” من ملايين المتابعين حول العالم لتحركات نجومهم ومبارياتهم ونتائجهم وتصريحاتهم وهذا مستهدف آخر يتحقق ضمن أهداف المشروع الرياضي الكبير.
العمل الذي يتم بصورة سريعة ومتواترة من قبل فرق العمل القائمة على المشروع يؤكد أن الفكرة لم تولد خلال الفترة القريبة الماضية، وإنما تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، وما يحدث حاليًا هي مرحلة التنفيذ على الأرض لما خطط له على الورق سابقًا.
السلبية التي أشاهدها وأسمعها هي محاولة إلصاق الميول وتفضيل نادٍ عن آخر في هذا المشروع، وهذا غير صحيح، فالكل في الأندية الأربعة حصل على مطالبه وفق رؤية إدارته، وبالطبع ليس شرطًا أن تُنفَّذ كل الرغبات لأن في عملية التفاوض هناك عقبات ومطبات، والمسألة في الأول والأخير تتم وفق دائرة المفاوضات التي قد تنتهي إما بالموافقة أو بالرفض.
لذلك علينا جميعًا أن نؤمن بهذا المشروع الرياضي الكبير، وأن نعرف أهميته ومدى تأثيره من خلال ردود أفعال المتأزمين من نجاحاته، وهذا يعطى مؤشرًا حقيقيًا بأن مشروعنا الرياضي يحقق أهدافه قبل أن يكمل كل مراحله، وعندما تكتمل علينا أن نستمتع بمنافسة رياضية عالمية صُنعت بفكر السعودية.