عاطفة الأهلاويين ومصالحهم
في عالم كرة القدم يقال بأن مدربي كرة القدم حقائبهم دائمًا جاهزة وكذلك اللاعبين.
وسط هذه اللعبة وأجواءها هناك متغيرات كثيرة تطرأ على أوضاع الفرق، فلا أحد يضمن بقاءه لأن سوق العرض والطلب مفتوح، وإن كان مقيدًا بفترتي انتقال للاعبين، وساري المفعول في أي وقت للمدربين.
في عالم المستديرة تختفي العاطفة غالبًا أمام المصلحة ولهذا تتم عملية الانتقالات والتعاقدات.
في النادي الكبير القابع بتاريخه وإرثه في شارع التحلية بجدة نشأت علاقة حب متبادلة بين أنصار الأهلي ومحترف فريقهم الجزائري رياض بودبوز قد تكون هذه العلاقة توطدت لأسباب نفسية لجمهور كان يجد نفسه وحيدًا وغريبًا في دوري الأولى، ولم يكن يملك من أدوات الفوز غير تاريخه، ليأتي ابن الصحراء بودبوز في ليالٍ حالكة الظلام للمشجع البسيط الذي كان يتلمس أي طريق للخروج من النفق الذي وضع فيه، ويكون عونًا وعينًا لهؤلاء البسطاء في إعادتهم إلى مكانهم المعتاد بعد موسم كبير قدمه وترك له بصمة في كل خطوة من خطوات الصعود، ولهذا فالعلاقة بين الأهلاويين وبودبوز كان جزءًا منها مبني على العاطفة وعبارات رد الجميل.
مع موسم المتغيرات الحالي وبعد استحواذ الصندوق على الأندية الأربعة ومن ضمنها الأهلي ارتفعت الطموحات وتغيرت بوصلة التعاقدات وكان لزامًا أن تتغير معه أسماء من عادوا بالفريق، ولهذا تمت التعاقدات الكبيرة ومع كل اسم جديد يأتي للنادي كان يقابله رحيل اسم آخر من محترفي موسم العودة للأضواء، حتى جاء الدور عند بودبوز ليرحل تاركًا مكانه لنجم جديد سيكمل منظومة العهد الجديد، هنا تحركت عاطفة الجماهير فهم يحملون لهذا الجزائري الخلوق ذكريات لا تنسى وجميلاً سيبقى في أعناقهم.
ولأن العاطفة والمصلحة ليس بينهما علاقة ود في تعاقدات كرة القدم، فإن الأهلاويين سيحتفون بالقادم الجديد وسيبقى بودبوز مجرد ذكرى للاعب محترف عاش معهم الأيام المُرة وشاركهم لحظات الفرح في العودة، وبهذا تنتهي الحكاية محارب من الصحراء جاء لمهمة وأنجزها ثم حمل حقائبه ورحل، لأن مصلحة الفريق انتصرت على عاطفة الجمهور.
فاصلة
قد يكون الأهلي هو الوحيد من أندية الصندوق الذي لا يملك لاعب “شو”، ولكنه يمتلك عينًا خبيرة اختارت له احتياجاته الفنية بعناية فائقة وهذا يكفي.