لماذا استعان مانشيني باختبار «VO2 Max» في الأخضر؟
لفت لاعبو المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الأنظار بعد إرتدائهم أقنعة الأكسجين خلال تدريبهم الأول، الإثنين في معسكرهم الجاري بمدينة لاجوس البرتغالية ضمن المرحلة الثالثة من برنامج التحضيرات لكأس آسيا 2023.
وتضمنت التدريبات التي أجراها اللاعبون بأقنعة الأكسجين إجراء الإختبارات اللياقيه الفسيولوجية بحسب ما كشفه المنتخب السعودي عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي.
ومن جانبهما أوضح لـ«الرياضية» ثامر الشهراني وإبراهيم الصقيران أخصائيي العلاج الطبيعي للإصابات الرياضية أهمية اختبار أقنعة الأكسجين للاعبين من أجل تحديد المستويات اللياقية والجاهزية البدنية والسرعة وغيرها.
وقال الشهراني: «خضع لاعبو المنتخب السعودي لاختبارات بدنية ولياقية باستخدام قناع الأكسجين المتنقل الذي يتيح قياس لياقة اللاعبين البدنية وهو عبارة عن اختبار قياس استهلاك الرياضي للأكسجين بالحد الأقصى ويعمل لمعرفة مدى قدرة اللاعب على إيصال الأكسجين الذي يأخذه إلى الجسم والعضلات».
وأضاف: «وقت التدريب والمباريات يطلب الجسم والعضلات والدم كمية من الأكسجين ومن الضروري أن تكون هذه الكمية في أعلى المستويات.. وعندما نقول «VO2 max» فإنه يعني الاستهلاك الأقصى والأعلى عند اللاعب وذلك نتيجة لرقم معين تم قياسه ومن هذا المنطلق يحتاج جميع اللاعبين أن يكونوا في مستويات قياسية متقاربة دون وجود فرق كبير بين الأرقام.. حيث تظهر نتئج في نهاية الاختبار توضع في جدول اللاعبين وتقارن فيما بينها».
وأشار الشهراني إلى أنه من الطبيعي حصول اللاعبين المشاركين في مباريات الدوري بصفة دائمة على أرقام ونتائج عالية مقارنة بزملائهم الذين لم يلعبوا مباريات أكثر.
وعن مدى أهمية اختبار أقنعة الأكسجين، أوضح لـ «الرياضية» الشهراني: «يتم بناء القرارات الفنية والتدريبية للاعبين استنادًا على معدل استهلاك الأكسجين الأقصى لديهم في اختبار VO2 max فإذا كان منخفضًا فذلك يعني حاجتهم إلى تحسين المستوى، ويمكن إعادة الاختبار بعد فترة زمنية لقياس مدى تقدم اللاعب، لأنه كلما تحسن الرقم زادت إمكانية أداء اللاعب للتدريبات وفرصة خوض 90 دقيقة كاملة بارتياح تام وتقليل نسبة معدل الإصابات».
وبين الشهراني أن هذه الاختبارات تطبق عادة قبل بداية الموسم أو مع فترات التوقف أو بالتزامن مع مجيئ مدرب جديد وإشرافه على فريق ليس لديه بيانات حديثة حوله.. وقال: «قد لا يكون لدى مدرب المنتخب السعودي بيانات محدّثة للاعبين وربما لاحظ عدم مشاركة بعض اللاعبين كأساسيين وتوقع وجود اختلاف في معدلات اللياقة بينهم، وأجرى هذا الاختبار لقياس اللياقة ومحاولة رفع المعدلات المنخفضة حتى يصل اللاعبين إلى مستويات متقاربة، وأعتقد أنه سيتم التواصل مع الأندية لرفع المعدل اللياقي للاعبين الذين لديهم نسبة استهلاك أكسجين قليل من أجل تعزيز الجرعات التدريبية أو دقائق المشاركة في المباريات».
وأضاف: «نتائج هذه الاختبارات ستفيد الأندية إذا تم إرسالها عن طريق المنتخب لمعرفة اللاعبين الذين لياقتهم منخفضة من أجل إعطاء تدريبات بشكل أكبر، خاصة وأننا رأينا أندية كثيرة ومنتخبات عالمية تجري مثل هذه الاختبارات بشكل دوري، لإعطاء القرارات الفنية بشكل صحيح ومن أبرز هذه الأندية ريال مدريد الإسباني».
وحول طريقة عمل الاختبار قال الشهراني: «يتم تركيب قناع أكسجين وجهاز «سيستم» في الخلف يحتوي أكسجين أو أسطوانة مصغرة بحيث يأخذ اللاعب الأكسجين منها وتسجل البيانات و«الداتا» في الشاشة أو «السيستم» الداخلي المرتبط مع جهاز آخر يكون في حوزة المدربين أو الطاقم الفني أو الطبي لإعطائهم الأرقام والقياسات، ويمكن للجهاز قياس معطيات أخرى غير استهلاك الأكسجين مثل السرعة وغيرها»
وبدوره كشف لـ«الرياضية» إبراهيم الصقيران أخصائي العلاج الطبيعي عن أهمية أقنعة الأكسجين في التدريبات وفائدتها للاعبين، مبديًا سعادته باعتماد العديد من الأندية السعودية على هذه الأقنعة على غرار ما تفعله معظم الأندية العالمية.
وقال الصقيران: «قناع الأكسجين يغطي الأنف والفم، وفيه حساس للقياسات أثناء الاختبارات والتدريبات، ويحاكي صعوبة التنفس في أماكن معينة مثل المرتفعات والأماكن المغلقة».
وأضاف الصقيران: «الهدف من قناع الأكسجين زيادة تدفق الهواء إلى الرئة، وينتج عن ذلك زيادة النفس، ورفع مستوى الأداء البدني، وتحسين التنفس وزيادة قدرة اللاعبين على التحمل».
وربط إبراهيم الصقيران بين بداية فترة التحضيرات واستخدام أقنعة الأكسجين، مؤكدًا أن العديد من الأندية والمنتخبات العالمية تركز في تدريباتها التي تسبق انطلاق الموسم على إرتداء هذه الأقنعة التي وصفها بالمفيدة، وأوضح : «يستعين العديد من المدربين بأقنعة الأوكسجين خلال التحضيرات لأنها من أهم العوامل المساعدة على رفع المستوى اللياقي، وكذلك تقلل من الإصابات، وترفع من مستوى الأداء وتساعد أيضا على الاستشفاء».