«الديربيات» المعلبة بلا ذاكرة
الأحداث الجانبية التي تحدث في “الديربيات” تخلد في ذاكرة الجماهير أكثر من نتيجة المباراة ومن مستوى اللاعبين أحيانًا.
هذه الأحداث قد تأتي على شكل تصريحات مسؤول، أو تصرفات لاعب، وربما تكون ابتكار مدرج.
تصريح الأمير عبد الرحمن بن سعود “رحمه الله” الشهير قبل أحد الديربيات موجهًا حديثه لجماهير الهلال بأن تذهب للثمامة، ولا تشاهد اللقاء لأنه محسوم للنصر يتردد حتى الآن بين الجماهير التي تناقلته عبر الأجيال فيما لا يتذكر إلا القلة نتيجة اللقاء الذي كان هذا التصريح بخصوصه.
وهذا مجرد مثال على أحداث صاحبت الديربيات وبقيت صامدة ومتداولة.
ولهذا فإن جمال الديربيات وإثارتها وشغف الجماهير بمشاهدتها قد يبنى على موقف أو تصريح أو تصرف داخل إطار الملعب أو خارجه.
في ديربي الاتحاد والأهلي الأخير ترك الجميع الحديث عن خسارة الاتحاد، وكيف فاز الأهلي وتمحور الحديث في مواقع التواصل والمجالس حول تيفو “تذكرني” الذي رفعه جمهور الاتحاد، وأصبح مادة دسمة للنقاش أكثر من الحديث عن اللقاء نفسه.
وفي ديربي الهلال والنصر الأخير استحوذ علي البليهي على ساعات بث أطول في البرامج، ومساحات أكبر في مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض لما قام به من تصرفات أثناء اللقاء، فالبعض يرى بأنها مستهجنة ومسيئة، وآخرون لا يرون ما يعيبها وأنها تندرج ضمن أسلوب مباح رياضيًا لتشتيت ذهن المنافس.
بين المؤيد والمعارض لتصرفات البليهي كان الميول حاضرًا بين الطرفين، ولم يكن هناك آراء منطقية في التعاطي مع الحالة، فأما مديح مبالغ فيه أو ذم يتجاوز مرحلة النقد أو الاستهجان.
ولكن الأكيد أن تيفو “تذكرني” أو تصرفات البليهي هي التي ستبقى في ذاكرة الديربي، وهي المحفز لانتظار الديربي القادم بين المتنافسين، فمثل هذه الأحداث هي من تصنع الإثارة وتملأ مدرجات الملاعب شريطة ألا تتجاوز الخطوط الحمراء وأدبيات التنافس لأن الديربيات “المعلبة” لا تصنع حدثًا ولا تترك أثرًا وتبقى مجرد رقم في ذاكرة الديربي.
فاصلة
غدًا يلعب الأهلي خارج أرضه وبين جمهوره معادلة قد لا يفهمها من لا يعرف شعبية الأهلي وجماهيريته.