اسألوا
الخواجة
المرحلة الجديدة للكيفية التي تدار بها الأندية لا تزال غامضة لدى الكثير من الإعلاميين والجماهير، فالعمل الإداري الجديد الذي بدأت تتشكل ملامحه داخل الأندية الأربعة تحديدًا بقيّ غير متضح المعالم للأغلبية، ولكن بوادره ظهرت على السطح في بعض القرارات، وهي مجرد توطئة لقادم مختلف كمًا وكيفًا.
في مرحلة قادمة لهذه الأندية، وهي على بعد أسابيع تقريبًا، سيكتمل الهيكل الإداري والتنظيمي للأندية الأربعة، بوجود رؤساء تنفيذيين، ومديرين رياضيين أجانب أصحاب خبرات كبيرة في أعظم دوريات العالم ومع أهم فرق القارة العجوز، وفي حال اكتمال وصولهم سيختفي تمامًا دور رئيس النادي، ولن يعدّ للأندية رئيسًا يمثل “شيخ القبيلة” يأمر، وينهى، ويتخذ القرارات الفردية والمزاجية. لأن الرئيس التنفيذي الجديد سيتولى كل أمور النادي المالية والاستثمارية، لأنه يرأس شركة يجب أن تحقق مستهدفًا سنويًا، وهناك إدارة عليا وهي الإدارة الرياضية في صندوق الاستثمارات ستتولى متابعة عمله، ونتاج هذا العمل، ومدى نجاحه في مهمته من عدمها من حيث تقليص النفقات وزيادة الإيرادات، ويمكن القول بأن قرارات الرئيس التنفيذي لنادي النصر في إلغاء قرار الاستعانة بالحكام الأجانب في أغلب مباريات الفريق وتقنين بند المكافآت هي مؤشر لمرحلة قادمة ستتبعها بقية الأندية.
فيما سيكون دور المدير الرياضي هو إلغاء قرارات إلغاء عقود اللاعبين المستعجلة التي غالبًا تكون نهايتها على طاولة محكمة “كاس”، وكذلك تسويق اللاعبين الذين لا يحتاجهم النادي خلال الموسم، وستتركز مهمته مع المدير الفني للفريق على إبرام التعاقدات، ومفاوضة اللاعبين، وهذا سيلغي بشكل كبير دور بعض السماسرة الذين عاثوا فسادًا في الأندية لسنوات طويلة.
عندما يستوعب المشجع والإعلاني الآلية التي سيدار بها ناديه خلال الفترة القادمة لن يظهر أحد يضغط على رئيس النادي “بهاشتاق” لإبعاد لاعب أو مدرب، لأن القرار لم يعد يملكه ولا يستطيع أن يتخذه. فالمسؤول الجديد لن يتأثر بهاشتاق، ولن يلتفت لمطالب عاطفية، لأن القرارات أمامه محسوبة حسب قيمة الأرباح والخسائر.
ولهذا سيأتي يوم أن قابلتم رئيسًا غير ربحيًا لناديكم، وسألتموه عن بعض مطالبكم التي لم تنفذ لن يتردد بأن يقول لكم اسألوا “الخواجة”.