الكرة الشراب
في بلادنا
من خلال حياتي ببطحاء مكة المكرمة ولقائي بالعديد ممن كان لهم علاقة بكرة القدم من الرعيل الأول بل هم من أدخلوها إلى هذه البلاد المعطاء من خلال فرق الأحياء ثم بأسماء أندية وذهب بعضهم بها إلى العاصمة الرياض مثل العم حمزة جعلي جارنا بحي جرول الذي أنشأ أول نادٍ بالعاصمة بمسمى نادي الموظفين.
وجدت ثمة تاريخًا كبيرًا وعريقًا لأهل مكة بهذه اللعبة التي بدأوها من خلال الكرة الشراب إذ تجمع من خلال الشباب شرابات الأرجل أعزكم الله ليعملوها بشكل كرة وهذا كان في عام 1341 هجرية، أي عام 1921م تقريبًا وقبل دخول الكرة المعروفة بالشكل الحالي والتي يقال إن الإخوة الإندونيسيين أو المصريين جاءوا بها من خلال القدوم لأداء فريضة الحج إذ كان يأتي الحجاج إلى مكة المكرمة بوقت طويل ومن حسن الحظ التقيت بالأساتذة عليهم رحمة الله عباس حداوي ومحمد طربلسي أول مدرب للمنتخب السعودي وعبد الله كعكي الحكم السابق وعبد العزيز بن حسان (الجرولي) ويوسف خضري وحسين عرب وزير الحج والأوقاف سابقًا ومسؤول الرياضة بوزارة الداخلية إبان إشراف الوزارة على الرياضة في عهد الأمير عبد الله الفيصل المؤسس الأول للرياضة السعودية وغيرهم. ولقد ذكر الكثير من هؤلاء وهم ممن لعبوا الكرة كأول جيل بالأندية الرسمية بأن ثمة جيلًا لعب بالكرة الشراب سبقهم بعدة سنوات في أحياء وأزقة أم القرى
ولهذا تحتاج لجنة التوثيق بكل صراحة إلى الكثير من العمل والالتقاء بأبناء هؤلاء الرياضيين السابقين الذين يملكون من الصور والقصاصات الصحفية الكثير وكذلك من الإرث الرياضي الوافر بما يخص لعب الكرة لنخرج بموروث جميل يليق بهذا الدوري السعودي الذي بات يطالعه القاصي والداني وأتمنى أن نبتعد عن القيل والقال ويكون هذا التوثيق الرياضي وفق المهنج العلمي الصحيح وطريقة البحث وفق التدوين الصريح مدعمًا بالصور واللقاءات الصحفية التي تحدث فيها ذلك الجيل السابق في الصحف السعودية الأولى وليتهم يهتمون بكتابة اسم أول صحفي سعودي رياضي الأستاذ محمد بن شاهين رحمه الله الذي لم يرزق بذرية والذي يعدّ أبًا لكل الإعلاميين الحاليين والذي امتهن الإعلام في ظل الظروف الصعبة في تلك الحقبة من الزمن.